نفذ خطة التضليل الإعلامي لحرب أكتوبر
أشهر رقيب في الأدب والصحافة.. تابع نشر «الحب تحت المطر» مع نجيب محفوظ
بدأت الرقابة بصورة حقيقية مع ظهور الطباعة، وإن كانت موجودة قبل ذلك مع المخطوطات، وكانت بدايتها دينية، تقوم بها المؤسسات الدينية والكنيسة، وخاصة جامعة اللاهوت في السوربون حيث فرضت رقابة مشددة على النشرات البروتستانتية. وكانت عقوبات خرق هذه الرقابة تصل إلى حد الحرق بتهمة الزندقة.
فى العصر الملكي بين القرن السادس عشر وبين أواخر الثامن عشر، ارتبطت الرقابة بالسياسة ومنعت المنشورات المعادية للملك، وأصبحت تُمارس من قبل جهاز يعينه الملك مُنفلتة شيئاً فشيئاً من سلطة الكنيسة.
في ذكرى رحيل أديب نوبل نجيب محفوظ الـ 16، نستعرض تاريخ اشهر رقيب فى عالم الأدب والصحافة الرقيب طلعت خالد الذي تابع أولا بأول نشر رواية "الحب تحت المطر" مع أديب نوبل بعد نكسة 1967، كمانفذ الخطة الخاصة بالتضليل الإعلامى قبل يوم الحرب بأكثر من شهر بقيادة الدكتور عبد القادر حاتم والتي كان لها الأثر الكبير والمدمر للعدو الإسرائيلي ومفاجأته، وقد كافأه الرئيس السادات على المجهود الذى بذله وتقديرا له بأن أصر على أن يكون أول ممثل لشعب سيناء فى مجلس الشعب عام 1979 فى سيناء.
- غالي شكري: طلعت خالد تابع نشر رواية "الحب تحت المطر" أولا بأول مع نجيب محفوظ
في مقدمة الطبعة الثالثة لكتابه "المنتمي: دراسة في أدب نجيب محفوظ" الصادر عام 1982، كشف غالي شكري عن الرقيب طلعت خالد لأول مرة، قائلاً "تدخل الرقيب في نشر رواية "الحب تحت المطر" فحذف من النص كما يشاء، ذلك كان الرقيب على الصحافة، وفي الوقت نفسه كان الناشر يعدها للصدور في كتاب.
وتابع، "تصادف أنني كنت في مكتب نجيب محفوظ وهو يرد على التليفون، وإذ به يحذف ويضيف ويعدل في النسخة المعدة للنشر في كتاب فقد كان الذي يتكلم على الطرف الآخر هو رقيب النشر".
- مرسى عطا الله: طلعت خالد نفذ خطة بالتضليل الإعلامي قبل حرب أكتوبر
بجريدة الأهرام كشف الكاتب الصحفى مرسى عطالله في مقاله المعنون بـ" كل يوم أوراق من دفتر العبور: طلعت خالد.. وبطولات أهل سيناء"، المنشور بجريدة الأهرام فى 30 أكتوبر 2014 عن الرقيب طلعت خالد الذى لعب دوراً كبيراً فى تنفيذ الخط الخاصة بالتضليل الإعلامي قبل حرب أكتوبر بشهر واحد.
"عطالله" ذكر فى مقاله :" وشغل منصب وكيل أول وزارة الإعلام والحقيقة أنه كان ينفذ الخطة الخاصة بالتضليل الإعلامي قبل يوم الحرب بأكثر من شهر بقيادة الدكتور عبد القادر حاتم والتى كان لها الأثر الكبير والمدمر للعدو الإسرائيلى ومفاجأته وقد كافأه الرئيس السادات على المجهود الذى بذله وتقديرا له, بأن أصر على أن يكون أول ممثل لشعب سيناء فى مجلس الشعب عام 1979 فى سيناء علما بأنه من أكبر العائلات السيناوية الأصيلة، و عند عودة أراضى سيناء للوطن الأم نتيجة لاتفاق كامب ديفيد كان هو الوحيد الذي يتم المد لخدمته بالحكومات المتعاقبة بوزارة الإعلام منذ عام 1971 ولمدة 9 سنوات بعد سن المعاش حتى توفاه الله إثر حادث - أليم فى 18 أكتوبر عام 1984".
وأضاف "عطا الله"، ومن جانبى أضيف أن هذا الرجل العظيم كان يعرفه كل شيوخ مهنة الصحافة طوال حقبتي الستينيات والسبعينيات كمسئول عن الرقابة على الصحف وكان من حقه أن يصادر أى صحيفة قبل أو أثناء أو بعد طبعها ولكنه لم يوظف هذا الحق المطلق له إلا عند الضرورة القصوى وفى حالات نادرة مما خفف من وطأة الإحساس داخل المجتمع الصحفي بأن كل سطر وكل كلمة يمكن تفسيرها حسب أهواء الرقيب وما يتلقاه من أوامر من الجهات العليا".
وقال رحم الله رجلا شرفت بالتعامل معه عبر الهاتف الرباعى الأرقام طوال أيام الحرب حيث كنت أقوم بإبلاغه على مدى 24 ساعة يوميا بنصوص البيانات العسكرية المتتالية عن سير العمليات تباعا، وكذلك نصوص تعليقات المتحدث العسكري الرسمي المصري التي يرد فيها على ادعاءات وأكاذيب إسرائيل التي كانت قد فقدت صوابها تماما، لكي يتولى بحكم منصبه توزيعها على وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة تحت مظلة التزام وطني صادق بعدم الخروج عن النص حتى لا يعلو أى صوت على صوت المعركة".