رئيس المركز الأورومتوسطى: المدارس الصوفية ساهمت في تمنيع الهوية الثقافية
قال الدكتور منير القادرى بودشيش، رئيس المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم، "إن المدارس الصوفية ساهمت في تمنيع الهوية الثقافية لوطننا، مناعة وقوة روحية أدهشت المستعمر وجعلته عاجزا عن استبدال مقومات الحضارة الإسلامية بمقومات حضارته الغربية أو خلق الفتنة الطائفية والمذهبية أو تقسيم البلاد قبائل ومجتمعات".
جاء ذلك خلال مداخلته فى فعاليات ليالى الوصال الصوفية التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بالتعاون مع مؤسسة الملتقى .
وأوضح " القادرى" أن التربية على القيم الروحية والأخلاقية وقيم الوطنية الصادقة هي ثمرة الصحبة الصالحة و إتباع القدوة الحسنة التي تدعو الى مكارم الأخلاق والحرص على غرسها في روح الشباب، وأن قصدهم من ذلك صناعة رجال تتجسد فيهم كلّ مقومات الصلاح والنبل وحب الخير، واستطرد موضحا أنه متى صار الشباب صالحاً، فإنّه سيكون فيضاً من العطاء الخيّر، ليس لنفسه فحسب وإنما لمجتمعه ووطنه، وللعالم أجمع.
وأردف أن هذه التربية الروحية هي الدافع الذي يدفعه ليصير مسهما في إشاعة ثقافة التعاون والتعايش المشترك مسارعا إلى الخيرات بمحبة و تفان و إخلاص، غايته المنشودة تحقيق الأمن المجتمعي و الرقي الحضاري في وطنه، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأضاف أن ضعف العقيدة، والجهل بالدين، وغياب القدوة الحسنة، والهزيمة النفسية وفقدان الهوية لجيل الشباب هي من أهم أسباب الخزي والخسران في الدين وبين أمم العالمين.
واختتم: "إذا أردنا أن نبني وطنا متقدما مزدهرا فعلينا أن نبني شبانا وشابات بشخصيات وسمات خاصة تأهلهم لتجاوز الأزمات بثبات وإيمان قوي واعتقاد جازم في الله، لأن الأصل في أفراد الأمة هو تكافلهم وتضامنهم وتعاونهم في سبيل تثبيت دعائم الحق والخير والفضائل".