نواب وخبراء عراقيون لـ«الدستور»: الدور المصري مهم لإنهاء الأزمة السياسية
على وقع التظاهرات التي تجرى في العراق منذ أمس، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقوف مصر بجانب الشقيقة العراق ولدعم استقرارها وأمنها مع الاستعداد لبذل أي جهد من شأنه أن يحافظ على سلامة العراق ويفتح مسار الحوار وانهاء التصعيد الحالي.
وفي السياق، أكد سياسيون وخبراء عراقيون في تصريحات لـ«الدستور» أهمية الدور المصري في دعم العراق لمجابهة التحديات المختلفة، وإلى نص الحوار:
النائب عائد الهلالي الدور المصري مهم جدا في العراق اليوم
أكد عائد الهلالي عضو البرلمان العراقي عن الإطار التنسيقي، أن مصر لها دور كبير يمكن أن تلعبه في العراق فبغض النظر عن علاقة الأخوة التي تربط البلدين والتاريخ المشترك والأدوار المشتركة لكليهما وكذلك الاتفاقيات الأخيرة التي وقعت بين البلدين وعلى كافة الصعد نجد أن الدور المصري مهم جدا في العراق اليوم.
وأضاف «الهلالي» أن العراق بأمس الحاجة لجهود الأخوة المصريين مع وجود هذه الرغبة لدى العراقيين خصوصا بعد أن عجز الحليف الإقليمي السابق عن تقريب وجهات النظر بين الشركاء السياسيين جميعا، لهذا لابد من تغيير البوصلة نحو العمق العربي لما يتوفر فيه من خصال لربما تجعله بديل ناجح قادر على يساهم في إنضاج وتطوير التجربة العراقية الفتية فالعراق قد يذهب إلى الفتنة والانزلاق في براثنها.
وتابع أن العراقيين ينتظرون مبادرة عربية عاجلة لإنهاء الأزمة، لافتا إلى أن مصر مهيئة لذلك.
كما شدد عضو مجلس النواب العراقي على ضرورة أن يكون هناك دور عربي واضح يستطيع أن ينزع فتيل الأزمة ويجنب العراق والمنطقة صراع ربما يستمر لأجيال طويلة يتفوق فيه على الصراع الأفغاني، فوجود الفصائل المسلحة وسلاح العشائر كلها تعتبر مؤشرات خطيرة جدا قادرة على أن تعبث بالسلم الأهلي.
واعتبر عائد الهلالي عضو الإطار التنسيقي في العراق، أن الأحداث الجارية الآن هي نتاج طبيعي لعدم حلحلة الأمور وعدم إيجاد مخرج من الأزمة الحالية المتفاقمة جدا والأزمات السابقة.
وأوضح أن الحوارات بعد أن وصلت إلى طريق مسدود حاول الإطار التنسيقي والشركاء الآخرين تحريك المياه الراكدة ولكن جميع المبادرات قوبلت برفض شديد جدا من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حتى اضطر تحت ضغط داخلي وخارجي كبير ولعدم وجود حلول مقنعة للازمة الحالية اعتزال العملية السياسية، كما صدر منه من خلال تغريدته الاخيرة وكان يتحدث بها مع مرجع التيار الصدر السابق كاظم الحائري وانتقد تصرفات الصدر بشدة وما إن أعلن الصدر خطابه حتى ذهب أنصاره الى أبعد من مناطق احتجاجاتهم فدخلوا القصور الحكومية وحصلت انتكاسة كبيرة نتيجة عدم تدخل قوى الأمن لحمايتها وتداعت الامور بشكل دراماتيكي تسببت بسقوط عدد من القتلى والجرحى، ولكن الآن الأمور بدأت تستتب بعد دخول سرايا السلام التابعة للتيار الصدري وتعاونها مع الجيش لمنع أي احتكاك ممكن أن يحصل.
أما فيما يخص السيناريوهات المتوقعة، أوضح الهلالي أنه لا حل إلا بالحوار خصوصا بعد أن صدر بيان من الإطار التنسيقي يدعوا فيه الاخوة الصدريين للعودة إلى طاولة الحوار وكذلك بيان السفارة الأمريكية والبعثة الدولية والمساعدات الكثيرة من الداخل والخارج بما فيه بيان السفارة الإيرانية في بغداد وكلها أكدت على اجراء الحوارات وحل الأمور بالطرق السلمية.
النائب نسيم عبد الله: مصر لها دور حقيقي يساهم في تحقيق الاستقرار
من جانبه، أوضح النائب العراقي نسيم عبد الله، أن مصر من أقرب البلدان على العراقيين، ودخولها في الأزمة الحالية في العراق، سيقود الى دور حقيقي يساهم في تحقيق الاستقرار في البلاد.
وأكد نسيم عبد الله أن مصر لها أهدافها السامية في العراق، وطوال تاريخها لم تدخل مع طرف ضد آخر في البلاد، مشيرا إلى أن القاهرة لها قبول في كل نفس عراقي.
وأضاف: «اليوم بكل ما تحمله القيادة المصرية من حنكة وذكاء، فاعتقد ان القيادة المصرية قادرة على أن تكون طرف وسيط تحظى بقبول من كل الأطراف»، مشيرا إلى أن العراقيين ينتظرون الدور المصري، معربا عن أمنيته بالتدخل المصري في الأزمة لإنهائها، كما أن الإطار التنسيقي والتيار الصدري واثقون في رجاحة عقلية الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة.
وعن أبرز السيناريوهات المتوقعة في العراق خلال هذه الفترة، أكد النائب العراقي أن هناك تصعيد كبير في البلاد، من قبل أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مشيرا إلى أن الإطار التنسيقي يعتقد أن الدولة يجب أن يكون لها دور في مواجهة هذه التظاهرات.
ودعا عبد الله التيار الصدري لإنجاح آليات الدستور، مؤكدا أن الإطار التنسيقي يعتقد ان المخرج الوحيد للازمة الحالية هو الدستور.
ائتلاف النصر: لن ننس دور الرئيس السيسي ودعمه للعراق
ومن جهتها، أشارت آيات مظفر المتحدثة باسم ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، إلى أن العراق لن ينس دور الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتة إلى أن المبادرة المصرية للدعوة إلى حل الأزمة تنبع من أهمية الترابط بين البلدين وأهمية العراق الاستراتيجية في المنطقة.
وأوضحت «مظفر» أن الدعم المصري للعراق، يأتي نظرا لأهميته واستقرارها في المنطقة، فضلا عن أهمية العلاقات في مختلف المجالات بين مصر والعراق.
وتابعت أن الأوضاع في العراق مضطربة جدا، ولهذا دعا حيدر العبادي في بيان عن الائتلاف إلى التهدئة بين الأطراف المتنازعة في العراق، وضبط النفس.
وأشارت السياسية العراقية إلى أن الأطراف المتنازعة في العراق أبناء بلد واحد، ولهذا يجب أن نحافظ على السير المجتمعي والهدوء، فضلا عن المحافظة على مؤسسات الدولة الرسمية، كما يجب على الحكومة العراقية أن تأخذ دورها الحقيقي في حفظ دماء المواطنين.
وتابعت أن السيناريو الوحيد لحل الأزمة خلال هذه الفترة هو الجلوس على طاولة الحوار حوار شرعي واقعي، مثلما دعا ائتلاف النصر في مبادرة جادة وهامة لإجراء الحوار وتشكيل حكومة أو إجراء انتخابات مبكرة، مشددة على ضرورة وجود التزام بالدعوات والمبادرات.
ولفتت آيات مظفر إلى أن عدم الالتزام بالجلوس على طاولة الحوار سيستمر التصعيد الحالي، وتدخل البلاد في حالة عصيان، فضلا عن عرقلة المصالح والوقوف عقبة في طريقها.
كفاح محمود: الدور العربي لحل الأزمة في العراق يأتي من مصر
كما أكد كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق السابق، أن الدور العربي لحل الأزمة في العراق، يكمن في جمهورية مصر العربية لما تتمتع به من علاقات وطيدة مع الحكومة العراقية والشعب العراقي، كما أن لمصر مكانة خاصة لدى العراقيين.
وأوضح السياسي العراقي كفاح محمود أن نجاح الرئيس السيسي سيتم في أي مبادرة يتقدم بها لوقف الصراع الدائر في العراق، لما يتمتع بيه الرئيس السيسي من احترام من قبل السلطات في العراق، كما أن مصر هي الرائدة في حل كثير من الإشكاليات في المنطقة، وآخرها دورها في غزة فقد استطاعت أن توقف الأزمة خلال ساعات.
وأشار السياسي العراقي إلى أن الكل يعول على الدور المصري في العراق، وجرت اتصالات من هذا النوع بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء مصطفي الكاظمي لتهدئة الأوضاع والمساندة.
وتابع «محمود» أن أهم أسباب اندلاع الأحداث الجارية يعود للخلاف بين التيار الصدري وبين الإطار التنسيقي الفريقين اللذين دخلا الانتخابات في اكتوبر الماضي، وحظي الصدر على ٧٣ مقعدا في هذه الانتخابات فيما دفعت خسارة الآخرين، إلى عرقلة إمكانية تشكيل حكومة وتحالف مع التيار الصدري وتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الفائز، والفائزون في المكون السني ضمن تحالف السيادة، حيث كان تحالفا ثلاثيا أطلق عليه انقاذ وطن ليشكل ما يسمي بالأغلبية الوطنية، أمام الثلث المعطل كان الإطار التنسيقي.
وتابع كفاح محمود أن الصراعات والتصعيدات التي تشهدها البلاد خلال هذه الفترة لن تطول كثيرا، وستحسم بالتأكيد لأن هناك في التجربة العراقية لاعبين أساسين يسيطرون على الأمور وليست من مصلحة أحد أن تستمر الأوضاع هكذا في العراق.
عدنان الكناني يدعو الرئيس السيسي لمساندة الشعب العراقي
وبدوره، دعا الخبير العراقي الأمني عدنان الكناني، الرئيس عبد الفتاح السيسي وجميع الخيرين بالعالم، إلى مساندة الشعب العراقي، حيث يتعرض لإبادة جماعية، لافتا إلى أن جملة مفاهيم في العراق تغيرت إثر الأوضاع الحالية في البلاد.
وأضاف «الكناني»: «نتمنى من القيادة المصرية والشعب المصري دعم وانصاف الشعب العراقي، وتخليص العراق من الكتل السياسية والأزمة الحالية».
وأوضح أن الحقوق العراقية سرقت وحقوق المواطن صدرت ودماء المواطن اصبحت رخيصة ويستهان بها، فضلا عن مجاعة وصلت إلى حد لا يطاق حتى أن نصف العراقيين تحت خط الفقر.
عباس الجبوري: مصر لها مواقف مشرفة تجاه الشعب العراقي
كما أكد المحلل السياسي العراقي عباس الجبوري، أن تصريحات الرئيس السيسي بشأن العراق يوم الاثنين، تؤكد أن مصر دائما لها مواقف مشرفة تجاه الشعب العراقي، كمما أن مصر دائما هي الأمة العريقة التي تحتفظ بعراقتها وأصالتها.
وأضاف «الجبوري» أن مصر معروفة بحبها ودعمها لتطلعات الشعب العراقي، واحتفاظها بهذه المحبة منذ زمن بعيد، لذلك عندما تحدث الرئيس السيسي عن دعمه للعراق والشعب العراقي يؤكد أنه يدرك بأن لا فرق بين المصريين والعراقيين، حيث تجمعهم روابط الاخوة والصداقة الكبيرة.
وأوضح أن الأوضاع السياسية في العراق بها العديد من الأزمات والإشكاليات، مشيرا إلى أن الصدامات مع القوات الأمنية تحتاج لمزيد من الوقت حتى نعرف الأطراف المتنازعة بشكل سليم.
علي التميمي: مصر لها دور كبير في مساعدة العرب جميعا
من جهته قال الخبير القانوني والسياسي العراقي علي التميمي، إن اللقاء الأخير (لقاء العلمين) الذي عقد بحضور الرئيس السيسي ورئيس وزراء العراق مصطفي الكاظمي، وضع أسس واستراتيجيات مستقبلية للتعاون المشترك.
وأشار «التميمي» إلى أن العراق سيطلب من مصر مساعدته لحل الأزمة، فالقاهرة لها دور كبير في مساعدة العرب جميعا، كما أن لها رؤيتها السياسية والاستراتيجية والأمنية المهمة فيما يتعلق في الداخل العراقي لإنهاء الأزمة، مشيرا إلى أنه حان الوقت لاتخاذ إجراء مهم والتحول نحو المحيط العربي خصوصا القاهرة.
وأضاف أن هناك مقترحا لحل الأزمة العراقية في البلاد عبر المحكمة الاتحادية التي يمكن أن تقرر حل البرلمان وهو الحل الذي قد يعترض عليه البعض، لكن ذلك سيكون بوابة لإنهاء الصراعات والصدمات في البلاد.
وتابع أن المقترح الثاني يتمثل في عقد البرلمان العراقي جلسة طارئة استنادا للمادة ٥٨ من الدستور، بدعوة من رئيس البرلمان أو بطلب من خمسين نائبا، وأن يصوت على حل نفسه لتفادي تطور الصدمات الجارية.