«الشارقة الثقافية» تحتفي بغالب هلسا وأمين الرافعي وتحاور يعقوب الشاروني
صدر أخيراً العدد (71) لشهر سبتمبر (2022م)، من مجلة "الشارقة الثقافية"، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد تناولت الافتتاحية قضية المثقف والمستقبل، وبينت أن مفردة المستقبل تبدو لازمة لكل الكتابات والإبداعات، والأعمال الأدبية المختلفة والأفكار المتقدة، إذ تتخذ شكل الأمل، والحلم والخلاص والأمنيات والتطلعات، وهي ترجمة معبرة للخروج إلى نور العلم والثقافة والإبداع، واعتبرت أن دور المثقف يتجلى في بث روح الأمل، لذلك نجده السبّاق في الدعوة إلى الحوار والتفاعل الإيجابي، وفي مقدمة صنّاع التغيير وبناء الإنسان وتثقيف الأجيال، لذلك هو مجبول بالمستقبل، مؤتمن على تطويع أحلام الغد واحتضانها، فظل عبر محطات مختلفة وصعبة، يبرز مواطن الجمال والخير والمحبة، لأنه بذلك يحقق الحكمة المنشودة والرسالة الصادقة، في تغيير الواقع ومواجهة القبح والارتقاء بالحياة.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فرأى في مقالته (الإبداع.. وثقافة الحياة) أن المبدع يظل يحاول الوصول إلى جوهر الأشياء وحقيقتها، متكئاً على أن الإنسان هو محور كل شيء في هذه الحياة، ترتبط به الثقافة والحضارة قوةً وضعفاً، علواً وانحطاطاً، وبرغم كل ما يحيط به من عتامة وجهل وعبثية، فإنه يرنو نحو النور الذي يبدو في نهاية النفق، وينتصر للإنسان والحياة والقيم الجمالية، التي هي في الأساس غاية الإبداع، وكل أجناسه الأدبية والفنية، ليخرج المبدع من الدوائر الضيقة، ويندرج ضمن منظومة جماعية أكثر إنسانية واتساعاً.
وفي تفاصيل محتويات العدد؛ توقف يقظان مصطفى عند أول من رسم خريطة لمواقع النجوم الثابتة، وهو (الصوفي) أدق الفلكيين العرب والمسلمين، وتناول وليد رمضان أحد رواد الاستشراق الإيطالي الحديث هو أغناطيوس جويدي، الذي قدم أبحاثاً في الأدب العربي والإسلامي، فيما كتب حمادة عبداللطيف عن محافظة (بني سويف)، التي تعد لؤلؤة الصعيد وبوابته الشمالية، وزار قصي حمود مدينة (مصياف)، وهي من أشهر وأعرق المدن السورية، وتعتبر مرتع الضيافة والجمال.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فكتب محمد فؤاد علي عن أمين الرافعي رائد صحافة الرأي في مصر، وتطرق د. أحمد حسين حميدان إلى صورة الآخر عند عبدالسلام العجيلي، الذي راهن على الثقافي الإنساني، وتوقف صابر خليل عند سيرة الأديب والشاعر شفيق جبري، الذي لقب بــ(شاعر الشام)، ويعد من أبرز مؤسسي النهضة الأدبية، وحاور هشام أزكيض أحد أبرز رواد أدب الطفل عربياً، الكاتب يعقوب الشاروني، الذي أكد أنه يعتني بالجانب العلمي في ثقافة الطفل، وبحث محمد محمد مستجاب في عمق تجربة غالب هلسا الأدبية، فهو الباحث الدائم عن دفء الأماكن، فيما تناول عزت عمر رواية (اسمي أحمر) للروائي أورهان باموق، حيث هاجس التجريب والسؤال عن الهوية، ورصدت حنان الشرنوبي أسلوب محمد سيف الرحبي في روايته (ناجم السادس عشر)، وقد جمع بين المتعة العقلية والأدبية، وكتب عبدالعليم حريص عن الشاعر والأديب عدنان خضر، الذي ألِف الترحال بين المعاني والتراكيب اللغوية، فأبحر في الشعر وأبدع في السرد، بينما حاور أحمد اللاوندي الشاعر زهير كريم، الذي قال (أحتفظ بصورة أدبية لوطني وأهلي ولقطات من طفولتي)، وبيّن محمد زين العابدين القضايا، التي ركزت عليها ريم بسيوني، حيث استلهمت التاريخ في رواياتها، وقدم عزيز العرباوي مداخلة حول الشاعر يحيى السماوي، الذي حاول سبر أغوار الذات البشرية، وسلط د. هانئ محمد الضوء على شخصية الأديب يوسف التنّي، وكيف مهد لظهور الشعر الحديث في السودان، وأجرى محمود حسانين مقابلة مع الشاعر أيمن صادق الذي يرى أن النقد منجز إبداعي، وكتب أنور الدشناوي عن خليل السكاكيني، أحد رواد النهضة العربية الذي دافع عن اللغة الفصحى في كتاباته ومواقفه، والتقى خضير الزيدي الروائي الصدّيق حاج أحمد، الذي أكد أن الكاتب ابن بيئته يستلهم منها إبداعه، وأبحرت دعد ديب في تجربة وسيرة الروائي خيري الذهبي، حيث نصف قرن من الإنجاز الأدبي، وكتب شعيب ملحم عن الرواية الناجحة عند ماريو بارغاس يوسا، وأخيراً في هذا الباب توقف مصطفى عبدالله عند الأديبة إحسان كمال، التي نجحت في تصوير شخصياتها بأبعادها الإنسانية.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: آني كوركدجيان.. وشيفرة الوحشة والاغتراب والعزلة – بقلم محمد العامري، مود لويس.. صانعة الفرح – بقلم تغريد سعادة، رتيبة الحفني سيدة الموسيقا العربية الأصيلة – بقلم هالة صلاح، (الكلام) الأداة الرئيسية لكل فنون الأدب – بقلم فرحان بلبل، داود عبدالسيد والسينما الذاتية – بقلم إيريني سمير حكيم، لارس فون.. فرادة فكرية وفنية – بقلم محمود الغيطاني.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: الحضارة الإسلامية والنهضة الأوروبية – بقلم د. محمد صابر عرب، الوصف والتوثيق في رحلات ابن فضلان – بقلم ذكاء ماردلي، الإعلام والثقافة.. تأثير متبادل – بقلم محمد مصطفى الشامي، القصيدة العربية الحديثة.. قراءة نموذجية – بقلم د. حاتم الفطناسي، للشعر الحر مستقبل في الثقافة العربية – بقلم د. عبدالواحد لؤلؤة، تعدد رواد الرواية التنويرية – بقلم نبيل سليمان، من غرابة الأديب إلى اغترابه – بقلم غسان كامل ونوس، اللغة والمنطق تقارب أم تباعد – بقلم سوسن محمد كامل، التأويلات والرؤى والفضاءات يصورها يوسف عبدالعزيز في (ذئب الأربعين) – بقلم سمير أحمد شريف، الأندلسيون وملامح هويتهم المشرقية الإسلامية – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، الحنين لرائحة الورق والحبر – بقلم سلوى عباس، ميسلون هادي.. العالم من وجهة نظر امرأة – بقلم د. بهيجة مصري إدلبي، المطولات الشعرية – بقلم رعد أمان، في ذلك اللقاء البعيد – بقلم أنيسة عبود، الحب ظاهرة إنسانية في الرواية العربية – بقلم اعتدال عثمان، متبنيات ومفاهيم.. فكرية – بقلم ميثم الخزرجي، تناقضات الشخصية المثقفة عند الأديب حسيب الكيالي – بقلم غنوة عباس، اللغة الشاعرة – بقلم الأمير كمال فرج، الجدة موسى.. أشهر رسامة أمريكية في العصر الحديث – بقلم حسن بن محمد، المعلوماتية.. جوهر التشكيل – بقلم نجوى المغربي، عصر مسلسلات البطولة الجماعية – بقلم عبدالكريم إبراهيم، تفكيك النص الدرامي المسرحي – بقلم د. عباس عبدالغني، صناعة (الفيلم) في السينما المغربية – بقلم عبدالرحيم الشافعي.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (شخصيات عاشت معي) رحلة مشوقة لـ ناجي العتريس– بقلم عمر إبراهيم محمد، نظرية المجاز في الشعر العربي المعاصر– بقلم أبرار الآغا، موسوعة توضيحية للفنون عند العرب– بقلم ناديا عمر، الزرقاني.. علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري– بقلم ضياء حامد، (ثلاثية ابن طولون) والتاريخ المنسي– بقلم سعاد سعيد نوح، (بوح الشواطئ) للكاتبة غزل مصطفى– بقلم زمزم السيد، (ظلال السرد في الخليج)– بقلم انتصار عباس، (هذا النحو) لأمين الخولي– بقلم نجلاء مأمون.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: إياد جميل محفوظ (طيور الشوك) قصة، (" طيور الشوك" شاعرية في العنوان.. وإيهام بواقعية المتن) - نقد / بقلم د. عاطف البطرس، أحمد حمدان (ذرة غبار) قصة قصيرة، عباس سليمان (نهاية رجل ثرثار) قصة قصيرة، محمد جودة العميدي (إلى فراشة) شعر مترجم، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبدالرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.