معارك استخباراتية محتملة.. كيف تعمل إسرائيل فى ملف الاتفاق النووى الإيرانى؟
تعمل إسرائيل في مسارات عديدة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل التشديد على موقفها الرافض للاتفاق النووي مع إيران.
وتسعى إسرائيل إلى منع توقيع اتفاق نووي مع إيران، والتأكيد أنها - حال توقيعه - ليست طرفًا فيه، ولا تلتزم بأي من بنوده، وتتمتع بحرية العمل لحفظ أمنها واستقرارها ضد تهديدات طهران.
طلب إسرائيلي لمحادثة بين لابيد وبايدن
وتجري إسرائيل محادثات مع البيت الأبيض لتنسيق محادثة بين يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، حول المباحثات الجارية لعقد اتفاق نووي مع إيران.
وأوضح الجانب الأمريكي أن بايدن في إجازة حاليًا، مقدرين أن تلك المحادثة ستتم خلال الأيام المقبلة، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
من جانبه، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة مصرة على أن تتجاوب إيران مع تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المواقع غير المعلنة لتخصيب اليورانيوم لدى طهران.
وأشارت إلى أنها لن توافق على شروط تشمل عودة إيران للاتفاق النووي دون إنهاء التحقيق الذي تجريه مع وكالة الطاقة الذرية.
وزير الجيش الإسرائيلي يزور أمريكا
في السياق ذاته، توجه بيني جانتس وزير الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إلى أمريكا، لعقد سلسلة لقاءات أمنية وسياسية حول الاتفاق النووي الإيراني المزمع عقده قريبًا.
وسيلتقي جانتس بـ«مايكل كوريلا» قائد القيادة المركزية الأمريكية، بالإضافة إلى عدد من المسئولين الأمنيين داخل مقر القيادة المركزية في قاعدة «ماكديل» الجوية بولاية فلوريدا.
وكذلك، سيجتمع جانتس مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، حيث سيؤكد وزير الجيش الإسرائيلي موقف تل أبيب من مواصلة العمل ضد التهديدات الإيرانية، وأنها غير ملزمة بالاتفاق النووي معها.
وسيتطرق وزير الجيش الإسرائيلي، خلال اجتماعاته، إلى كيفية ضمان عدم تدفق أموال ضخمة إلى إيران، والتي سوف تستخدمها الأخيرة في دعم ميليشياتها وزعزعة الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.
خطوات إسرائيل ضد الاتفاق النووي الإيراني
وخلال المباحثات بين تل أبيب وواشنطن، تعمل إسرائيل وفق مسارين فيما يخص إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، وذلك بعد انسحاب واشنطن منه خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
المسار الإسرائيلي الأول هو محاولة التأثير على أمريكا، ومعها القوى العالمية، وذلك عبر الحوار واحتواء أسباب كل بلد، على أمل أن تتحقق فرصة صغيرة لعدم توقيع اتفاق نووي جديد مع الإيرانيين.
والمسار الثاني يكون في حال تم التوقيع على اتفاق نووي بالفعل، حينها تناقش إسرائيل مع الأمريكيين كيفية منع إيران من خرق ذلك الاتفاق والتحول إلى دولة نووية.
من جانبه، يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في إجراء اتصالات مكثفة مع أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
إسرائيل تلجأ لمعارك استخباراتية في المنطقة
ومن المتوقع، بحسب تقديرات إسرائيلية، أن تكون هناك معارك استخباراتية تقوم بها تل أبيب لتعيد ترتيبات وجودها داخل المنطقة.
وستكون المعارك الاستخباراتية الإسرائيلية بسبب إمكانية حصول إيران على نحو 250 مليار دولار وفق بنود الاتفاق النووي، الذي يتم التفاوض عليه حاليًا، وهو ما يؤرق تل أبيب من تصرف طهران في تلك الأموال.
وترى إسرائيل أن إيران تمد حزب الله في لبنان بنحو نصف مليار دولار، في الوقت الحالي، وحال حصلت على عشرات المليارات وفق الاتفاق النووي، فسوف تتمكن من مضاعفة دعمها للحزب، وكذلك لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، وإلى الحوثيين في اليمن، ومن ثم يجب إعادة تنظيم وجودها في المنطقة عبر المعارك الاستخباراتية.
موقف إيران خلال مفاوضات الاتفاق النووي
من جانبه، قال مسئول أمريكي كبير إن إيران حذفت بعض مطالبها الرئيسية في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، بما فيها إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.
وتابع: "أزالت إيران العوائق أمام الاتفاق النووي، وأعتقد أنهم أخيرًا يمضون قدمًا نحو اتفاق سيوافق عليه بايدن".
وأضاف المسئول الأمريكي الكبير أن إيران أحرزت تقدمًا وتخلت عن مطالبها التي طرحتها في بداية المفاوضات، ومن ثم أصبحت الأوضاع أقرب إلى الاتفاق.