«طعنات بدافع الفتوى».. من محمد ناجى ونجيب محفوظ إلى هادى مطر وسلمان رشدى
فى آواخر أربعينيات القرن الماضى صدرت أول فتوى إهدار دماء القاضى الجليل أحمد الخازندار عن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية سنة 1948، وفى خمسينات وستينات القرن الماضى تولى سيد قطب إصدار فتاوى إهداء الدماء ضد الرئيس جمال عبد الناصر، هنا كانت الفتوى بإهدار الدماء تخرج من رحم السياسة من أجل السيطرة والتمكين.
بعد 3 عقود من فتاوى سيد قطب ضد "ناصر" بدأت فتاوى إهدار الدماء نتنقل إلى عالم الفكر والثقافة باستهداف المثقفين وذلك عندما أفتى روح الله الخومينى بإهدار دم الكاتب سلمان رشدى بعد صدور كتابه "آيات شيطانية" بشهور قليلة كان ذلك فى فبراير 1989؛ ومن يومها اختفى سلمان رشدى.
منذ أيام قليلة تعرض سلمان رشدى للطعن على يد شاب من نيوجيرسى أثناء إلقائه محاضرة فى إحدى المؤسسات التطوعية غرب نيويورك؛ وهى واقعة تعيد الكشف مرة ثانية عن فتاوى إهدار الدماء التى بدأت فى أربعينيات القرن الماضى على يد الإخوان الإرهابية ثم من إيران عام 1989 الى أمريكا فى عام 2022 أى بعد حوالى 33 عاما من فتوى الخومينى، فى السطور التالية نستعرض أبرز الطعنات التى وجهت إلى أهل الكتابة بعد أن تبدلت توجهات المتطرفين من استهداف السياسيين
محمد ناجى وطعنه نجيب محفوظ
فى يوم 14 من شهر أكتوبر من عام 1995، تعرض الأديب العالمى نجيب محفوظ للطعن بسكين في عنقه على يد شابين قد أن قررا اغتياله، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته "أولاد حارتنا".
آثار الطعنات نتج عنها تضرر أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة بشدة مما كان لهذا تأثيرٌ سلبي على عمله، حيث إنه لم يكن قادرًا على الكتابة سوى لبضع دقائق يوميًا.
الكاتب محمد سلماوى فى كتابه «في حضرة نجيب محفوظ» سرد محاولة اغتيال أديب نوبل، حيث أقدم شاب يدعى محمد ناجي على محاولة اغتيال «محفوظ»، وكان يعمل فني إصلاح أجهزة كهربائية وإلكترونية، حيث انضم قبل حادثة الاغتيال بأربع سنوات للجماعة الإسلامية، واعترف الشاب له، أنه حاول اغتيال محفوظ لأنه "ينفذ أوامر أمير الجماعة، والتي صدرت بناء على فتاوى الشيخ عمر عبد الرحمن، وأنه لم يقرأ الرواية".
فيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنه لم يُعدما، وخلال إقامته الطويلة في المستشفى زاره محمد الغزالي، والذي كان ممن طالبوا بمنع نشر أولاد حارتنا.
هادى مطر وطعنه سلمان رشدى
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن الشخص الذى قام بطعن سلمان رشدى يدعى هادي مطر من نيوجيرسي، 24 عامًا، حيث يحاكم بتهمة الشروع في القتل والاعتداء بسلاح من الدرجة الثانية، ومن المقرر مثوله التالي أمام المحكمة في 19 أغسطس الساعة 3 مساءً.
هادى مطر طعن سلمان رشدى ما يقرب من 10 مرات في هجوم مع سبق الإصرار، مما أصاب "رشدى" بجروح خطيرة وُضع على إثرها على جهاز التنفس الصناعي بعد الجراحة، مما يجعل رشدي قد يفقد إحدى عينيه، كما تضرر كبده وتم قطعت الأعصاب في ذراعه، بحسب وكيله للصحيفة.