ضفدع يحلم.. وإنسان يفكر
ضفدع صغير.. وجد نفسه مختلفا عن الآخرين من أقرانه الضفادع بسبب أن أرجله الأمامية غير مستوية. وهو ما جعله يحرص على عدم إظهارها، بل ويحرص على إخفاء شكله لكى لا يراه أحد. وتصادف أن تقابل الضفدع صاحب الأرجل غير المستوية مع ضفدع آخر عجوز له خبرة واسعة فى الحياة، وتناقش معه حول غضبه الشديد من شكله، واعتراضه على حاله، ورغبته فى تغيير هذا الواقع. نصحه الضفدع العجوز بأنه لا يجب أن يتمنى شيئا لا يمكنه تغييره.. لأنه واقع لا يستطيع أن يهرب منه أو يبدله، كما أنه لا أمل فى التغيير.. وبالتالى، فإن الحزن على الواقع وعدم القدرة على التعامل معه هو مجهود ضائع بلا فائدة، بل إن تبعياته السلبية يترتب عليها المزيد من الحزن والألم.
تأثر الضفدع الصغير بما قاله الضفدع العجوز.. وقال لنفسه: "من الممكن أن أعيش حراً على حافة المغامرة، أو أن أعيش آمنا مطمئناً لا أشعر أبداً بالخوف، أو بالبرد. الاختيار فى حد ذاته، يجمدنى ويشل حركتي".
كلمات وأفكار.. جاءت فى سياق العديد من القصص السريعة والصغيرة فى رواية "الضفدع النارى" الموجهة للأطفال لترسيخ العديد من القيم والمبادئ لديهم.
أهمية رواية "الضفدع الناري".. أنها تمثل أشكالا كثيرة نواجهها فى حياتنا اليوم. التحدى الحقيقى فيها.. هو تمنياتنا ورغبتنا فى تغيير واقعنا بما لا يمكن تغييره. نتمنى التغيير لأشياء نحبها ونقدرها.. ولا نرى سواها.. وربما يتسبب ذلك فى تصرفات ساذجة أو تجاوزات بسبب سوء تقدير أو سوء تصرف.. فنخسر أصدقاء ونقطع علاقات، ونترك ذكرى سيئة دون قصد سوى نظرتنا القاصرة فى عدم القدرة
على التمييز بين ما هو ممكن وما هو مستحيل فى حياتنا.
نرغب دائماً فى مواجهة تحديات الحياة، للوصول لواقع أفضل. ورغم أن ما نتمناه مرتبط بالمجهول.. لكن طموحاتنا وإراداتنا دائماً.. تجعلنا نبحث عن الأفضل للحصول على الخير والفرح والسعادة. وتظل قيمة الطموح والإرادة.. هى ما نراه جميل لحياتنا المستقبلية.. فلكل منا عالمه وحياته وبصمته الشخصية.. التى لا تشبه أحدا.
تظل الأمنيات والرغبات.. رغم كل ما سبق.. هى الهاجس الرئيسى للضفدع الصغير ولحياة كل إنسان. وفرق طفيف بين الطموح القابل للتحقيق والخيال الذى يتحقق فى عالم الأوهام.. حتى ولو وجد البعض فيه نفسه وسعادته وأحلامه غير المحققة. هذه هى أهم فكرة وجدتها فى رواية "الضفدع الناري". والتى قام بتأليفها ج. ك. مايكلز وترجمتها منى الدروبى، ومن إصدار دار البلسم بالقاهرة.
نقطة ومن أول الصبر..
استمر فى التفكير..
ثلاث كلمات.. فى نهاية الرواية.. تمثل أهم قيمتين فى حياة الإنسان.. الاستمرارية والتفكير دون توقف.. طالما ما زال على قيد الحياة..
التوقف عن التفكير هو نهاية أى إنسان..
نحب الحياة.. ورغم كل شيء..
إذا ما استطعنا إليها سبيلاً.. متمسكين بالأمل..