48 ساعة خالدة فى حياة المصريين
ما بين يومي الجمعة والأحد الماضيين عاش شعبنا العظيم 48 ساعة من التلاحم والتقارب والترابط الحقيقي فيما بينهم.
فما يعرف عن المصريين من انسجام وتقارب في الميول والعادات والعبادات والملامح، أكدوه خلال اليومين الماضيين.
فما أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن دعوته للبرلمان للانعقاد الطارئ، إلا وقد أجمع المصريون أن هناك حدثا جللا وراء تلك الدعوة الرئاسية، وانحصر تفكير عموم الشعب في أمرين هما، الشغل الشاغل لهم في تلك الفترة، فأما تطور خطير حدث في مسألة السد الإثيوبي، أو أن تعديلا وزاريا سريعا سببه حالة القلق التي أعقبت ظهور نتيجة الثانوية العامة.
وكانت دعوة الرئيس للسبب الثاني بالفعل، ورغم أن قرارًا مهمًا كالتعديل الوزاري لا يتخذ عادة على عجل ، بل لا بد أن يكون قد سبقه العديد من الدراسات والتقييمات لحجم إنجازات كل وزير ودراسة تقارير المتابعة ومراجعة قدرات الوزراء والمرشحين للمناصب العليا عموما، ومدى تماشيها مع المرحلة القادمة التي يتطلع إليها الرئيس، وما تطلبه المرحلة من العمل والإنجاز، إلا أن شعوراً عاماً تأكد أن القيادة السياسية تفاعلت بالفعل وسريعاً مع مطالب الشعب بالتعديل الوزاري.
ولم يمر يوم على تفاعل القيادة السياسة مع مطالب الشعب بالتعديل الوزاري، حتى فوجئنا بالحادث المأساوى الذي وقع في كنيسة "أبي سيفين" في إمبابة بمحافظة الجيزة وراح ضحيته 41 مصرياً وإصابة آخرين من إخواتنا وأشقائنا المسيحيين، فكان رد الفعل الطبيعي والمعتاد من عموم الشعب أيضاً بالتضامن مع الضحايا، وقد تسابق الكل على مواقع التواصل الاجتماعي بتقديم التعازي و الدعوات وكتابة عبارات الحزن والأسي على ما حدث، في لحظة واحدة اختفت كل أنواع التفرقة التي نعيشها أحياناً واختفت معها كل أنواع التعصب، فتناسى الكل حالة الشد والجذب بين جماهير الكرة، ولم يذكر أحد في تلك اللحظة لا أهلى ولا زمالك، ولا سب وقذف ولا أحكام، ولا حتى أسعار ولا دولار.
كل القلوب تعلقت إما بما يخص الوطن أو ما يخص جزءا من نسيج الوطن، عظيمة هى تلك الحالة التى تميز شعبنا، فهى السد المنيع الدائم أمام أي مؤامرة وأي محاولة للتفرقة.. عاش شعب مصر وتحيا مصر.