صورة وتعليق.. لحظة رحيل السيدة العذراء
تحتفل الكنيستين الغربيتين الكاثوليكية والروم الأرثوذكس، اليوم بعيد السيدة العذراء، وعلى خلفية الاحتفالات قام الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية، بمشاركة أيقونة رقاد السيدة العذراء.
العذراء على سرير الموت
وعلق على الصورة، قائلًا: «إنه تصوِّر هذه الأيقونة والدة الإله على سرير الموت وقد اجتمع حولها الرسل، ويبدو المسيح، في القسم الأعلى منها، في مجدهِ، يتلقى روح أمه، تراه ينظر إلى جسد أمه ويحمل في يده اليسرى ما يشبه طفلاً لابسًا رداءً أبيض حاملاً هالة، ويمثل الطفل «روح الكلية النور»، وهو مصطلح يقال في صلاة الغروب باللحن الخامس، أمَّا الرسل فينظرون بارتعاد، بحسب ما يقال في صلاة الغروب باللحن السادس، إلى وفاة والدة الإله، بينهم الرسولان بطرس وبولس إلى جانبي السرير».
وأضاف: «ونرى في أعلى بعض الأيقونات إشارة إلى مجيء الرسل العجائبي من أقاصي الأرض، كما نجد الملائكة تحيط بالمسيح مع أربعة مطارنة قديسين يقفون وراء الرسل هم: القديس يعقوب، أخو الرب، أول أسقف لأورشليم، وتلاميذ للرسل ثلاثة: هم تيموثاوس وهيروثيوس وديونيسيوس الأريوباغي الذي أتى مع بولس الرسول من أثينا، كما ورد في التقليد، وتظهر في الجزء الأخير من الأيقونة مجموعة من النساء تمثل مؤمني أورشليم، وترمز مع الرسل والأساقفة إلى الجماعة الصغيرة التي أعطي لها أن تشهد سر رقاد والدة الإله».
وتابع: «ويظهر في بعض الأيقونات اليهودي آثوتيوس الذي تجاسر ولمس النعش فقطعت يداه، وهذه القصة المستقاة من نصوص منحولة، وردت أيضاً في الليتورجيا، وهي تؤكد أن نهاية حياة والدة الإله، سر على الكنيسة أن تحافظ عليه، ولا يجوز أن يتعرض؛ للتدنيس من قبل غرباء لا يستطيعون وعي مجد رقاد العذراء، الذي لا يمكن الاعتراف به إلا من منظار التقليد الكنسي الداخلي».
واختتم: «أيقونة الرقاد تشير إذاً بوضوح إلى موت العذراء لكنها تشير أيضاً إلى انتقالها، إلى ولدها الحاضر أمام نعشها المستقبلها في المجد».