دراسة كنسية: انتقال العذراء هو نموذج لانتقال أرواح المسيحيين للعالم الآخر
تحتفل الكنائس الكاثوليكية والروم الأرثوذكس، غدًا بعيد السيدة العذراء، وعلى خلفية الاحتفالات ترجمت كنيسة الروم الأرثوذكس، دراسة للقديس يوحنا كرونشتادت، من لغتها الأصلية إلى اللغة العربية، يتحدث خلالها عن السيدة العذراء.
وقالت: «لنفرحْ أيها الإخوة والأخوات المحبوبون لأننا ننتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة، وَلنمجّدْ بحقٍ والدة الإله الفائقة القداسة في هذا اليوم البارز بين كل أيام السنة بوقار خاص، هناك على الأرض العديد من المجتمعات والبلدان التي بأكملها لا تراعي الحاجة، أو الالتزام بالدعوة وتمجيد ملكة السماء والأرض، والدة ربنا الإله يسوع المسيح، والقديسين والملائكة؛ ولا تكرّمها بطاعة ومحبة، لكونها والدة الله الحقيقية، حبّذا لو أنهم باتّفاق الآراء معنا يمجّدون ملكة السماء والأرض الشريفة».
انتقال العذراء هو نموذج لانتقال أرواح المسيحيين للعالم الآخر
وأضافت: «اليوم الكنيسة المقدسة تمجّد احتفالياً رقاد والدة الإله أو انتقالها من الأرض إلى السماء، يا للانتقال الرائع: رقدت بسلام من دون مرض مستفحِل. رُفِعَت روحها بين يدي ابنها الإلهيتين وحُمِلَت إلى المسكن السماوي، مصحوبة بإنشاد الملائكة العذب، وبعد ذلك، نقل الرسل جسدها الفائق النقاوة إلى جثسيماني حيث دُفن بشرف، وفي اليوم الثالث أُقيم وأُصعِد إلى الملكوت، ترَون هذا في أيقونة رقاد والدة الإله، إذ يظهر جسد والدة الإله الحامل الحياة ممدداً على نعش، محاطاً بالرسل ورؤساء الكنيسة، وفي وسط الأيقونة يظهر الرب حاملاً بين يديه روح والدة الإله الفائقة النقاوة، إن انتقال والدة الإله هو نموذج لانتقال أرواح المسيحيين إلى العالم الآخر بشكل عام».
وتابعت: «نحن نقول إن موتانا قد «رقدوا» أو «انتقلوا»، ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه لا يوجد موت بالنسبة للمسيحي الحقيقي، المسيح غلب الموت على الصليب، لكنْ هناك انتقال، أي إعادة ترتيب لوضع الإنسان، أي أن روحه في مكان آخر، في زمن آخر، في عالم آخر وراء القبر، أبديٍّ بلا نهاية، هذا هو المقصود بـ«الرقاد».
واكملت: «لذا يجب أن نكون مستعدين لهذا الانتقال، ليوم القيامة العامة والدينونة، لهذا الحَدَث الكوني الفائق الوصفِ، والمدوَّن في الكتاب المقدس، هذا التحضير للقاء الملك السماوي أمام كرسي الدينونة المخيف، بعد الموت، هو في الأساس استعداد الشخص طوال حياته. هذا التحضير يعني التغيير في كل أفكاره، التغيير الأخلاقي لكل كيانه، بحيث يكون الإنسان كله نقياً وأبيض كالثلج، غاسلاً كل ما يفسد الجسد والروح، متزيّناً بكل فضيلة: التوبة والوداعة والتواضع واللطف والبساطة والعفة والرحمة والإمساك والتأمل الروحي والمحبة القوية لله والقريب، أن استعدادنا للقاء الملك السماوي، وميراث الحياة الأبدية في السماء، يجب أن يقوم على هذه الأمور».
واختتمت: «إذاً أيها المحتفلون بالأعياد المسيحية ولا سيما العيد الحالي، عيد رقاد والدة الإله، اعملوا على أن تكون أواخر حياتكم أيضاً سلامية بلا خزي وجواباً حسناً لدى منبر المسيح المرهوب».