في ذكرى وفاتها..
لهذا السبب سُميت بـ «أسمهان».. حياة قصيرة لسيدة جميلة
«فتاة صغيرة بصوت امرأة ناضجة».. هكذا وصف الموسيقار محمد عبدالوهاب، المطربة السورية أسمهان التي تحل اليوم ذكرى وفاتها الـ87، إذ توفيت آمال الأطرش في 14 يوليو 1944، ولم تتجاوز عمر 32 عامًا بعد حياة قصيرة مليئة بالقصص والأحداث التي تحدث خلال أضعاف وقت حياتها.
شهادة التابعي
كانت امرأة ساحرة محطمة القلوب هناك من انتحر وآخر أُصيب بلوسة عقلية، وقال عنها الصحفي الكبير محمد التابعي في كتابه عن حياتها: (شهادة التابعي في جمال أسمهان قد تصدم كثيرين، فهو لا يراها جميلة بمقاييس الجمال، وفي هذه النقطة يقول: "كانت جذابة فيها أنوثة لكنها لم تكن جميلة بحكم مقاييس الجمال، وجهها المستطيل وأنفها الذي كان مرهفًا أكثر بقليل مما يجب، وطويلًا أكثر بقليل مما يجب، وفمها كان أوسع بقليل مما يجب، وذقنها الثائر أو البارز إلى الأمام أكثر بقليل مما يجب، لكن عينيها، عينيها كانت كل شيء، في عينيها كان السر والسحر والعجب، لونهما أخضر داكن مشوب بزرقة وتحميها أهداب طويلة تكاد من فرط طولها أن تشتبك، وكانت أسمهان - رحمها الله- تعرف كيف تستعمل سحر عينيها عند اللزوم).
بداية موهبة أسمهان
ظهرت مواهب آمال الفنية مبكرًا، فكانت تغني لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وشقيقها فريد الأطرش في بداياته الفنية، وكانت زيارة الملحن داود حسني، أحد كبار ملحنين مصر لفريد بمنزله فسمع أسمهان تغني في غرفتها فأعجب بصوتها، وطلب إحضارها لتغني من جديد فغنت له، فقال لها: «كنت أتعهد بتدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا، وتوفيت قبل أن تشتهر، لذلك أحب أن أدعوك باسمها، وهكذا أصبح اسم آمال الفني هو أسمهان».
المخابرات البريطانية
أثيرت الكثير من القصص والأقاويل حول تعاونها مع المخابرات البريطانية وتقول إحدى هذه القصص أنه في مايو 1941، تم أول لقاء بينها وبين أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط.
وجرى خلال اللقاء الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من القوات الفرنسية ومن ألمانيا النازية، وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية ثم أعادها البريطانيون إلى زوجها السابق حسن الأطرش، لتعود أميرة جبال الدروز، حيث تغدق الأموال بدون حساب حتى تخلت عنها بريطانيا لتأكدها من أن أسمهان كانت تعمل لصالح الفرنسيين فلم تجد مفرًا سوى العودة إلى مصر ومواصلة الغناء.
وفاة غامضة
أثارت وفاة أسمهان الأقاويل، فأشارت أصابع الاتهام إلى أطراف كثيرة منها القصة المعروفة عن حادث الطريق الذي أودى بحياتها، حيث كانت ذاهبة في رحلة استجمام مع صديقتها وفي أثناء ذلك سقطت السيارة في الترعة في الطريق إلى رأس البر، وما يثير الشك في أنه حادث مدبر هو وفاة السيدتين ونجاة السائق الذي اختفى بعد الحادث.