حسن حماد: الأفكار التكفيرية سيطرت على العالم العربى والإسلامى بشقيه السنى والشيعى
أعاد مشهد طعن الروائي البريطاني من أصل هندي، سلمان رشدي، في رقبته بـ 10 طعنات، وهو يلقي محاضرة أدبية في نيويورك، إلى الأذهان مشهد طعن أديب نوبل المصري نجيب محفوظ في العام 1995، من قبل فني كهربائي كان قد استمع إلى فتوى من أحد الدعاة والتي تكفر نجيب محفوظ وتبيح دمه، على خلفية روايته “أولاد حارتنا”، وهي الرواية التي لم يقرأ منها حرفا المعتدي على نجيب محفوظ، بل أنه أشار في تحقيقات النيابة معه إلى أنه لا يجيد القراءة والكتابة.
وحول مواجهة الكلمات بالرصاص، ولماذا استولت الأفكار المتشددة على عقول الناس، بينما توارى الأدب والفن؟ قال المفكر الدكتور حسن حماد، العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة الزقازيق: "في العالم العربي الإسلامي بشقيه السني والشيعي، سيطرت الأفكار التكفيرية والظلامية منذ وصول السادات للسلطة في بداية السبعينيات ورعايته لجماعات الإسلام السياسي وهذا ما سمي آنذاك بالصحوة الإسلامية، والتي لم تمض عليها سوى بضع سنوات حتى قام الخوميني بثورته الشيعية عام 1979.
وأوضح الدكتور حسن حماد، في تصريحات خاصة لــ “الدستور”: ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يعرف الشارع العربي والإسلامي أي ممارسات سياسية حقيقية وباستثناء تونس، لم نعرف أحزابا سياسية بالمعنى الحقيقي في واقعنا العربي الإسلامي، وحتى انتفاضات الربيع العربي لم تستطع سوى قتل الآباء، مبارك وزين العابدين والقذافي وعبد الله صالح، لكنها فشلت في أن تغير الواقع وتوارت الجماعات الاحتجاجية وتصدر الإخوان والسلفيون المشهد.
وأردف الدكتور حسن حماد: أخطر ما في هذا المشهد الكابوسي أو الديسيوتوبي هو أن الجماهير تأدلجت منذ السبعينيات وحتى كتابة هذه السطور بخطاب ديني هوسي متشدد وتكفيري وإرهابي.
هذه الجماهير وليس فقط الجماعات المنظمة للإسلام السياسي تنتظر أي فتوى من أحد الشيوخ: عبد الله رشدي أو الحويني أو محمد حسان أوحتى مبروك عطية أو أحمد كريمة كي تتحين هذه الفرصة الذهبية لتنقض على أي كبش فداء: نجيب محفوظ، فرج فودة، محمود طه ( المفكر السوداني المقتول)، سلمان رشدي الذي طعن الليلة.
وشدد حماد على أنه: "إن هذه الجماهير مسكونة دوما بعقدة الإحساس بالذنب أو العار وهي تفتش في كل لحظة عن كبش فداء : كاتب علماني، شيوعي، أنثي غير محجبة، أجنبي، مسيحي، يهودي ...أي آخر يعتقد أنه دنس أو رجس وأن في قتله تطهير للعالم من هذا الشر، في قتله خلاص وجهاد وواجب مقدس وإرضاء للإله.