بريطانيا تستدعى سفير الصين بسبب تايوان وتحذر من استخدام القوة
استدعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الأربعاء سفير الصين لدى لندن ليقدم تبريرا لتصرفات بكين تجاه تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
وأجرت الصين أكبر مناوراتها على الإطلاق حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تعتبرها جزءًا من أراضيها بعد زيارة بيلوسي، وهي أرفع زيارة يقوم بها مسئول أمريكي إلى الجزيرة منذ عقود.
وقالت تراس في بيان "أصدرت تعليمات للمسئولين باستدعاء السفير الصيني لشرح تصرفات بلاده، لقد رأينا تصرفات وتصريحات عدوانية من بكين في الأشهر الأخيرة، مما يهدد السلام والاستقرار في المنطقة".
وتابعت "المملكة المتحدة تحث الصين على حل أي خلافات بالطرق السلمية، دون التهديد أو استخدام القوة أو الإكراه".
الصين ترفض استقلال تايوان وتلوح باستخدام القوة
ووعدت الصين الأربعاء بألا تترك "أي هامش مناورة" لمؤيدي استقلال تايوان مؤكدة أن "استخدام القوة" لاستعادة الجزيرة ما زال مطروحا "كملاذ أخير".
يأتي هذا التحذير الجديد بعد مناورات عسكرية صينية مكثفة جرت في الأيام الأخيرة حول الجزيرة ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه.
واعتبرت بكين "استفزازا"، زيارة ثالث مسئولة في هرم السلطة في الولايات المتحدة التي كانت قد تعهدت عدم إقامة علاقة رسمية مع أراضي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.
ونشر "مكتب شئون تايوان" الهيئة الحكومية الصينية "كتابا أبيض" الأربعاء يشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة خصوصا عبر حوافز اقتصادية.
وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية "نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة (للتعاون) من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي".
لكنها أضافت "لن نترك أي هامش مناورة للأعمال الانفصالية التي تهدف إلى استقلال زائف لتايوان، أيا كانت".
وتعتبر الصين تايوان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها لم تنجح بعد في إعادة توحيده مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.
خلال سبعة عقود، لم يتمكن الجيش الشيوعي من استعادة الجزيرة التي بقيت تحت سيطرة جمهورية الصين - النظام الذي حكم في الماضي الصين القارية ولا يحكم سوى تايوان اليوم.
وقالت بكين في "كتابها الأبيض" وهو الأول حول هذا الموضوع منذ العام 2000، "لسنا ملتزمين بالتخلي عن استخدام القوة".
لكنها أوضحت بعد ذلك أنه "يمكن استخدام القوة كملاذ أخير، في ظروف قاهرة. سنضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استفزازات الانفصاليين أو قوى خارجية إذا تجاوزوا خطوطنا الحمر".
ويتضمن الكتاب الأبيض وعودا بازدهار اقتصادي بعد "إعادة التوحيد"، إذ تقترح الصين تعزيز العلاقات الثقافية وفي مجال الضمان الاجتماعي والصحة وحتى تعزيز "التكامل" الاقتصادي بشكل أفضل خصوصا عبر "سياسات تفضيلية".
ويؤكد النص أنه "بوجود وطن قوي يعتمد عليه، سيكون مواطنو تايوان أقوى وأكثر ثقة وأكثر أمانًا وسيحظون بقدر أكبر من الاحترام على الساحة الدولية".
منذ ثمانينيات القرن الماضي تطور النظام السياسي باتجاه الديموقراطية في تايوان بعدما كان في الماضي استبداديا.
وبدأ الشباب في تايوان لا سيما في السنوات الأخيرة تطوير هوية مختلفة عن هوية الصين القارية. وشجع ذلك الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال، وهو حزب الرئيسة الحالية تساي إنغ وين ، التي تولت السلطة في 2016.
خلافا للحكومة السابقة ترفض تساي اعتبار تايوان والبر الرئيسي للصين جزءًا من "صين واحدة". وهذا الموقف تسبب بتوتر شديد مع الصين.
على الرغم من التوتر في الأيام الأخيرة توجه السياسي التايواني المعارض أندرو سيا لي يان إلى البر الرئيسي للصين الأربعاء ليلتقي هناك خلال أغسطس بعد حجر صحي، رجال أعمال وطلابا من الجزيرة.
وسيا لي يان دبلوماسي رفيع المستوى ورئيس سابق للهيئة التايوانية المسئولة عن القضايا المتعلقة بالبر الرئيسي للصين ونائب رئيس الكومينتانغ وهو حزب تايواني رئيسي آخر لكنه مناهض للاستقلال ويؤيد إقامة علاقات براجماتية مع بكين.