كان يحلم بالحياة.. عبير حرب تروى لـ«الدستور» كيف دمر الاحتلال تجهيزات زفافها؟
«بطلى وبطل حياتى راح الاحتلال قضى على أحلامنا وحياتنا معا، لم يتبقى منه غير دبله ورسائل صوتية أعيش على ذكراها وأرددها داخلى».. بهذه الكلمات وصوت مملوء بالبكاء والحسرة، وعينان يملؤها الحزن يسقط منها دموع أشبه بالمطر، بدأت عبير حرب خطيبة شهيد العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة إسماعيل دويك حديثها لـ«الدستور».
قالت «حرب» إن نبأ استشهاد إسماعيل نزل كالصاعقة، وكان الأمر كثيرا صعب: «حتى هذه اللحظة لم استوعب غياب اسماعيل، صعب أتفهم أنه راح وعمتى «حماتى» أيضا راحت، ولكن نحن لا نقول الإ «إن لله وإن إليه راجعون»، هذا ما نقوله ونردده، لكن داخل الصدر كمية كبيرة من الغضب والقهر أتحدث لنفسى وأقول مين السبب وكيف نأخذ حق اسماعيل، نحن أقوياء ولكن عدم أخذ حقه فى حد ذاته ضعف كبير.
وتابعت فى أول حديث لها لصحيفة مصرية: «شعوري في هذه اللحظات لا يوصف، فجأة انسرق منك الأمان الموجود بالدنيا والحلم والحياة كل شيء تتمناه شعور لا يوصف أبدا، كانت الخطوبة فى يونيو، والفترة الماضية كنا نجهز ونستعد للزفاف وتحضير كل شيء لمنزلنا وحياتنا الجديدة بشوق ولهفة كبير، ولكن فى لحظة واحدة كل هذا تم تدميره».
فى لحظة حياتنا انتهت وإسماعيل اتخطف..
وأضافت حرب، أنه يوم استشهاده كان يجهز لها هدية جديدة، وكان صديق له أحضر له هدية استعدادا للزفاف، ولكن فى لحظة راح وانخطف ولم يقدر يوصل هديته.
وأكدت، أن الوضع صعب جدا، سواء لها أو لأسرة خطيبها التى فقدت الأم، قائلة: «لم نستوعب حتى الآن غيابه وعدم وجوده، راح من الحياة فجأة، متابعة بصوت مليء بالبكاء: «كيف ستكون الحياة؟، من أين ستبدأ الحياة مرة أخرى وكيف ستبدأ؟، لا يوجد مستقبل، لأن هناك قهر كبير داخل القلب، لأن بطلى صار في عالم ثانى».
ولفتت إلى أن زيارتها لأطلال منزل إسماعيل كان غرضه العثور على أى شئ من مقتنياته، وحين رأت البيت مدمر، أصبح الوضع مؤلم جدا: «مفجع أن أرى وسادته ومقتنياته عبارة عن رماد».
وتابعت قائلة: «جلست على أنقاض منزل إسماعيل أملا فى العثور على شئ يخصه للاحتفاظ به بجانب احتفاظى بالهدايا والرسائل ودبلته التى صارت معى لحين أذهب إليه ونحقق حلمنا ونحقق كل ما حرمنا منه وحرمنا الاحتلال، ستكون ذكراه معى للأبد».
وتابعت حرب: «كلمات إسماعيل كانت غريبة فى الفترة الأخيرة كان يردد دائما لا تخاف أن قريب جدا، ليس بعيد وسنكون يوما ما معا».
وفى لحظة وداع إسماعيل، قالت «حرب»: ليه سبتني، ليه تروح وتسيب الحلم وبيتنا وحياتنا كل شيء.
وفى نهاية حديثها، وجهت حرب كلمة للعالم قائلة: «بطلى كان شخص عادى، بطلى كان شجاع، كان يحمل هدية لم يكن يحمل سلاحا، لم يكن إرهابى، كانت أحلامه بسيطة كان يحلم بالحياة، وهو كان يستحق الحياة، ولكن هنيئا له الشهادة، هناك ظلم وقهر ولا نقول الا الله يرحمه، وختاما حقنا كفلسطينيين وحق إسماعيل سيعود بإذن الله».