بعد تراجع أسعار الغذاء العالمية.. تحذيرات من أزمة كبرى بأوروبا في الشتاء
أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أنه رغم تراجع أسعار الغذاء في العالم خلال شهر يوليو، إلا أن هذا لن يستمر طويلاً خصوصًا في أوروبا التي تكافح الآن مع فواتير الطاقة المرتفعة.
وتابعت أن ما يحدث يعد ضربة مزدوجة لصانعي الطعام، وتكلفة سرعان ما يشعر بها المستهلكون الذين يواجهون أزمة تكلفة المعيشة.
وأضافت أن أسعار الغذاء العالمية سجلت رقما قياسيا في وقت سابق من هذا العام حيث تسببت العملية العسمكرية الروسية في أوكرانيا في تجويع العالم وحرمانه من المنتجات الرئيسية بما في ذلك القمح والزيوت النباتية، وبينما بدأت التكاليف العالمية في التراجع - انخفضت للشهر الرابع في يوليو - فمن غير المرجح أن يحصل المستهلكون على الكثير من الوقت في هذا التراجع وسط توقعات بموجة ارتفاعات جديدة في أوروبا بسبب أزمة الطاقة في أوروبا.
أزمة في المملكة المتحدة
وأكدت الوكالة، أنه في المملكة المتحدة، يتوقع بنك إنجلترا أن يصل التضخم إلى ذروته بأكثر من 13 % هذا العام ، ومن المقرر أن ينفق ثلث الأسر في المملكة المتحدة أكثر من 10 % من الدخل على الطاقة، والآن يؤدي ارتفاع تكاليف البقالة إلى زيادة فقرالغذاء.
وفي هذا السياق، قال ريان بيترز، العضو المنتدب لشركة بريوش باسكويير يو كيه ليمتد، "إن تأثير الدومينو هو الذي حدث لنا حيث اضطررنا لمواجهة زيادة هائلة في أسعار الطاقة، وعلينا أن نحاول رفع أسعارنا لتجار التجزئة قليلاً ، وللأسف فإن هذا يذهب إلى المستهلكين".
وتابعت الوكالة، أن هذا يرجع إلى أن صانعي المواد الغذائية في أوروبا يتنافسون الآن مع ارتفاع أسعار الطاقة، مع تداول الغاز والفحم والكهرباء بضعف الأسعار العادية، كما أن الأسوأ لم يأت بعد مع حلول أيام الشتاء المظلمة والمتجمدة، مما يعزز الطلب على الطاقة للتدفئة وتوليد الطاقة.
وقالت كونا هاك، رئيسة قسم الأبحاث لتاجر السلع "أعتقد أن الأسوأ لم يأت بعد مع ارتفاع أسعار الطاقة، هذا الشتاء سيغير قواعد اللعبة ومن المرجح أن ترتفع تكاليف المعالجة ".
مساعدات حكومية أوروبية لمواجهة الارتفاع الكبير للأسعار
وأكدت الوكالة الأمريكية، أن التوقعات رهيبة للغاية لدرجة أن الحكومات بدأت في التدخل، حيث وافق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على حزمة مساعدات بقيمة 110 مليون يورو (112 مليون دولار) لدعم الشركات في قطاع الزراعة التي تأثرت بالزيادة في الطاقة والأسمدة وغيرها من المواد الخام بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقالت مفوضة مكافحة الاحتكار بالاتحاد الأوروبي مارجريت فيستاجر: "تضرر القطاع الزراعي بشدة بشكل خاص من زيادة أسعار الطاقة وتكاليف المدخلات الأخرى، نحن نواصل العمل عن كثب مع الدول الأعضاء لضمان إمكانية وضع تدابير الدعم الوطني في الوقت المناسب وبطريقة منسقة وفعالة".
هل تغلق مصانع أوروبا أبوابها لمواجهة أزمة الطاقة؟
وبحسب الوكالة الأمريكية، فقد تضطر مصانع الأغذية كثيفة الاستهلاك للطاقة في جميع أنحاء أوروبا إلى الإغلاق إذا أدى نقص الغاز الطبيعي إلى أزمة جديدة، حيث جهزت ألمانيا بالفعل المرحلة الثانية من خطة الطوارئ ثلاثية المراحل، كما يمكن أن يؤدي اليوم التالي إلى إغلاق جميع الصناعات، ولدى المملكة المتحدة أيضًا خطة تتضمن تقليل أو قطع الإمدادات للمصانع، قد تؤدي مثل هذه السيناريوهات الأسوأ إلى ارتفاع تكاليف البقالة.
انخفاض كبير في أسعار المواد الغذائية
ووفقًا لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، انخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 8.6 % في يوليو مقارنة بالشهر السابق، خاصة بسبب انخفاض أسعار القمح والزيوت النباتية، بعد إبرام اتفاقية التصدير بين أوكرانيا وروسيا المدعومة من الأمم المتحدة.
لكن منظمة الأغذية والزراعة قالت إنه في حين أن الانخفاض في أسعار المواد الغذائية "من مستويات عالية للغاية" أمر "مرحب به"، إلا أن هناك شكوكًا حول ما إذا كانت الأخبار السارة ستستمر.
وقال كبير الاقتصاديين في الفاو ماكسيمو توريرو: "لا تزال هناك العديد من الشكوك، بما في ذلك ارتفاع أسعار الأسمدة التي يمكن أن تؤثر على آفاق الإنتاج المستقبلية وسبل عيش المزارعين، والتوقعات الاقتصادية العالمية القاتمة ، وتحركات العملة، وكلها تشكل ضغوطًا خطيرة على الأمن الغذائي العالمي".
وأشارت الشبكة إلى أن مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يتتبع التغير الشهري في الأسعار العالمية لسلة من السلع الغذائية، انخفض بنسبة 8.6% في يوليو مقارنة بالشهر السابق. في يونيو، انخفض المؤشر 2.3 % فقط على أساس شهري، ومع ذلك، كان المؤشر في يوليو لا يزال أعلى بنسبة 13.1% من يوليو 2021.