أسرة عروس غزة تكشف لـ«الدستور».. كيف خطف العدوان الإسرائيلى عريسها قبل الزفاف؟
على أطلال الركام والبنايات المدمرة، انتشرت صورة لفتاة تجلس على أطلال أحد المنازل فى قطاع غزة، أثارت تعاطف وحزن الجميع، وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى الصورة التى التقطها الزميل الفلسطينى أسامة الكحلوت، تحت شعارات وعناوين محزنة «عروس غزة على الأنقاض»، «قبل أيام من زفافها عروس غزة على ركام منزل عريسها».
مأساة تتكرر فى كل مرة يشن فيها المحتل الإسرائيلى عدوانه على الأراضى الفلسطينية وخاصة قطاع غزة، «عروس تفقد عريسها، أم تفقد وحيدها، أب يفقد أسرته، طفلة تفقد أسرتها بالكامل»، أصبح فى كل منزل فلسطينى شهيد وأكثر رحل وخلف وراءه أسرة ملكومة حزينة على فراقه، قصص إنسانية كثيرة نراها مع كل عدوان جديد نتعلم منها الصبر والتضحية.
تواصل «الدستور» مع أسرة عروس غزة، وأسرة الشهيد إسماعيل دويك، الذى استشهد مساء السبت وهو يحمى والدته أثناء القصف، لينتهى بهم المطاف شهداء فداء للوطن وضحايا لعدو محتل غاشم لا يأبه لأى قوانين أو أعراف دولية أو إنسانية.
عم الشهيد إسماعيل دويك: عند رفع الركام رأينا الشهيد إسماعيل يحتضن والدته..
قال عبدالرحمن دويك عم الشهيد إسماعيل، إن إسماعيل كان يحضر لزفافه على قدم وساق، مشيرًا إلى أنه تم استهداف المنزل يوم السبت الماضي الساعة التاسعة والنصف تقريبًا مساءً.
أضاف دويك فى تصريحاته لـ"الدستور"، أن إسماعيل كان خارج المنزل وعاد قبل حدوث القصف الإسرائيلى بعشر دقائق فقط، ووالده كان خارج المنزل هو وشقيقه الأصغر.
وأشار دويك إلى أنه تم قصف المنزل وتحول الى ركام فوق رءوس ساكنيه بعد صلاة العشاء مباشرة، وظلت محاولات الإنقاذ مستمرة حتى الفجر، حين تمكنت الآليات من الدخول الى البيت المدمر، عن طريق هدم ثلاثة بيوت نظرًا لضيق الشوارع في المخيم ومع ساعات الفجر الأولى تم رفع الكتل الضخمة لنجد الشهيد يحتضن والدته، وقد فارقا الحياة.
والد عروس الشهيد: كنا نرتب لإتمام الفرح..
أما والد العروس الدكتور عمر حرب والد عبير، قال إنه كان في رحلة للقاهرة واتصل به إسماعيل كثيرًا يسأله عن موعد عودته، قائلًا: «فهمت أن هذا طلب خجول للعودة لإتمام الفرح».
وتابع حرب: «عدت وقطعت رحلتي فأنا معتاد في الإجازة أن أزور مصر معشوقتي، كنا قاب قوسين أو أدني من تحديد موعد الفرح، وصلت مساء الثلاثاء الماضى، وجاءوا للزيارة يوم الخميس ودعوني لتناول الغداء يوم الجمعة، كنت متعب جدًا من السفر، وخصوصًا عندي مشكلة في القلب، وأصر والد العريس على يوم السبت على عشاء يجمعنا، ولكنى اعتذرت، وأجلناها للأسبوع القادم ليتنا قبلنا الدعوة مساء السبت لكنا احتفلنا جميعا هناك».
وتطرق حرب إلى الحديث عن إسماعيل، قائلًا عنه إنه شاب فلسطيني نموذجي وسيم الشكل نقي القلب رائع الأخلاق، حاصل على دبلوم ثانوية صناعية، عصامي يعمل في محل متواضع لبيع المنظفات، ورغم وسامته كان يرفض الزواج وسمح لأخيه الأصغر منه بالزواج قبله، والأهل مارسوا كل وسائل الترغيب وكان يرفض قائلا لم ألتقِ بعد بفتاة أحلامي.
وتابع حرب حديثه قائلًا: «فجأة بشر والدته برغبته في الارتباط بفتاة اسمها عبير، وجاءت أمه الشهيدة قبل موعد سفري بيوم لتطلب عبير، وبالفعل رحبت بهم وأجلت سفري وبالفعل التقيت بإسماعيل، رحمه الله».
وأضاف حرب أن الخطوبة كانت منذ شهرين، لكن كأنها 20 عامًا مرت على الخطبة فكان حنونا محترما ودخل قلوبنا جميعا، متابعا: «قطعت إجازتي لكي أتمم الزواج بناءا على رغبة الشهيد إسماعيل، التقينا آخر لقاء قبل قصف العدوان الإسرائيلى، ولذلك الجرح عميق، الله يصبرنا على فراقه».