مترجم نجيب محفوظ: عدد الروايات منحه نوبل.. ولاحظت تغير اسم البطل فى «رحلات ابن فطومة»
أصدر المترجم الشهير دينس جونسون ديفيز، وهو مترجم نجيب محفوظ ويحيى حقي ويحيى الطاهر عبدالله، وغيرهم، كتابا تحت عنوان "ذكرياتي مع الترجمة.. حياة بين سطور الأدب العربي"، ويعكف الآن المترجم عمر إبراهيم على ترجمة الكتاب للعربية، وكانت هناك العديد من المفاجآت التي وضحها ديفيز أثناء ترجمته للكتاب المصريين.
يحكي ديفيز عن قصة فوز نجيب محفوظ بنوبل، وكيف كان شاهدا على منحه الجائزة، قائلا: إنّ قصّة فوز «نجيب محفوظ» بجائزة نوبل مُثيرة للغاية. خلال إحدى زياراتي للقاهرة، لمّا كنتُ مُقيمًا في فرنسا، أو ربما إسبانيا، لا أذكر، تلقّيتُ اتّصالاً من صديقٍ لي أخبرني أن زوجة السفير الفرنسي في تونس، وهي سويديّة الأصل، قد جاءت للقاهرة، وتودُّ رؤيتي. قابلتها في فندق كليوباترا، فأخبرتني أن اللّجنة تبحث في احتماليّة منح الجائزة لكاتب عربي. وكانت تحمل معها قائمة بأسماء المُرشّحين المُحتمَلين، من بينهم: الشاعر السوري «أدونيس»، والقاص المصري «يوسف إدريس»، والكاتب السوداني «الطيّب صالح»، وأخيرًا «نجيب محفوظ».
ويواصل: سألتني- في البداية- ما إذا شعرتُ أن هناك أي كاتب آخر، من العالم العربي، يستحق أن يؤخَذ بعين الاعتبار، ولمّا أخبرتها بأنّ القائمة مُكتملة، على حد إحساسي، أخذنا نتناقش باستفاضة في مزايا هؤلاء المُرشّحين، وكان من الواضح أن «نجيب محفوظ» هو الاختيار المُفضّل، ليس فقط بسبب جودة كتاباته العالية، بل أيضًا لأن عدد رواياته، ومجموعاته القصصيّة، مَهول.
وينتقل ديفيز لموقف آخر أثناء ترجمته رواية "رحلة ابن فطومة" التي لاحظ تغير اسم البطل فيها، يقول: اخترتُ أن أترجم رواية قصيرة لـ«نجيب محفوظ» بعنوان "رحلة ابن فطّومة"، والتي أعتبرها- نوعًا ما- نسخةً مصريّة من رواية "رحلة الحاج". كانت الفكرة الأساسيّة جيّدة، لكنّني شعرتُ بأنّ المُؤلّف لم يهتم بتيمات الرواية بالشكل الكافي. وأثناء الترجمة، وجدتُ اسم البطل يتغيّر فجأة في منتصف الكتاب، فهاتفتُ الكاتب، وأخبرته بهذا، فسُرَّ كثيرًا باكتشافي. سألته: "إذن، أي الاسمين أطلق عليه؟" فأجاب ضاحكًا: "اختَر ما تريده". تلك التناقضات، وأخطاء الطباعة، تُبيّن كيف أنّ سوق النشر العربي تفتقر إلى المُحرّرين.