رأفت حمدونة يكتب: مصر توقف العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين
ثمن الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية موقف الأشقاء المصريين وحرصهم على إنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، في حرب غير متكافئة يحتل فيها الإسرائيليون المرتبة الخامسة بين أقوى جيوش الشرق الأوسط، ويأتي في المرتبة رقم 20 عالميًا، ويصل إجمالي القوات العسكرية لديهم إلى 643 ألف جندي بينهم 465 ألف في قوات الاحتياط، وتتكون القوات الجوية الإسرائيلية من 595 طائرة حربية بينها 241 مقاتلة و128 مروحية بينها 48 طائرة هجومية، وتضم القوات البرية 1650 دبابة و7 آلاف و500 مدرعة و650 مدفع ذاتي الحركة و300 مدفع ميداني و100 راجمة صواريخ، كل ذلك أمام شعب أعزل لا يمتلك سوى الإرادة وقوة الحق وامكانيات مقاومة محلية الصنع .
وخلال أيام العدوان الصعبة الثلاثة وصل عدد الشهداء من الفلسطينيين الى 45 بينهم 15 طفلا و4 سيدات وإلى 360 جريحاً منها بجروح خطيرة، خلال ايام العدوان الثلاثة، وكما العادة تاريخياً يقف الأشقاء المصريون موقفهم الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، ولحقن دماء الأبرياء أمام الترسانة العسكرية الإسرائيلية، فقامت منذ اللحظة الأولى بتكثيف الاتصالات مع جميع الأطراف لاحتواء الموقف، واستطاعت تحقيق وقف العدوان بشكل شامل ومتبادل اعتبارًا من الساعة الحادية عشرة والنصف مساء الأحد بتوقيت فلسطين.
فيما أكدت مصادر مصرية وفلسطينية أن صيغة الإعلان المصرى لاتفاق التهدئة تتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين الشيخ المسن بسام السعدى والذى اعتقل بطريقة همجية وباعتداء سافر عليه من قبل الكلاب البوليسية وقوات النخبة ، وخليل عواودة المضرب عن الطعام منذ 5 شهور على اضرابين متتاليين في مواجهة الاعتقال الادارى بلا لائحة اتهام وبملف سرى لا يستطيع بموجب القانون الاطلاع أو اطلاع المحامى على قرار أجهزة الأمن التي أمرت باعتقاله وتجديده ، وأضاف أن الاتفاق يتضمن كذلك تقديم تسهيلات عاجلة إلى قطاع غزة، بما فى ذلك إعادة فتح المعابر والسماح بتقديم مساعدات إنسانية للسكان.
هذا الاتفاق الذى كان برعاية رئيس جمهورية مصر العربية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وجهاز المخابرات المصرية بقيادة السيد اللواء عباس كامل، وأطقم أخرى من أجهزة الأمن المصرية، الأمر الذى وجد ترحيباً من الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الاسلامى التي تصدرت الموقف في تلك الجولة.
وتؤكد مصر العروبة من خلال هذه الخطوة التي سبقتها خطوات كثيرة في موجات عدوان سابقة وحروب، على حرص مصر وقيادتها وشعبها على الشعب الفلسطيني وحمايته، ومن الواضح أن هذا الارتباط له الكثير التداعيات بدءاً بالأخوة والقومية العربية ووحدة الدين واللغة والجيرة والأمن القومى المشترك وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم، ولم يتغير هذا الموقف الثابت والأصيل عند كل متغير سياسى أينما كان.