كاتب بريطاني: منظمة العفو الدولية غير منصفة وتضم عناصر إخوانية
كشف الكاتب البريطاني دامين مكلروي عن أزمات جديدة داخل منظمة العفو الدولية والتي كشفها آخر تقرير للمنظمة عن الأزمة العسكرية في أوكرانيا.
وقال في مقال نشرته صحيفة "ذا ناشونال" في نسختها الإنجليزية، إنه ليس هناك تعليق أكثر من مجرد وقوع منظمة مثل منظمة العفو الدولية في فخ التصرف كأحمق، فقد كانت تلك هي التهمة الموجهة إلى منظمة حقوقية كبرى الأسبوع الماضي، بعد أن أصدرت تقريراً عن سلوك قوات الدفاع الأوكرانية في تنسيق الرد على العملية العسكرية الروسية، حيث اتهمت القوات الأوكرانية التي انتشرت في المناطق السكنية بأنها عرضت حياة المدنيين للخطر.
كيف تحولت العفو الدولية لمستنقع أخلاقي؟
وتابع أن تقارير منظمة العفو كانت في الواقع نتاج عقلية استعمارية ومتحيزة، وأدى القرار الذي اتخذته أنييس كالامارد، الأمينة العامة للمنظمة، للوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتسمية منتقديها بـ "الغوغاء والمتصيدون" إلى تأجيج رد الفعل العنيف.
وأضاف أنه قد يجادل قادة هذه المنظمات بشكل خاص في هذا التفكير، لكن مديريهم التنفيذيين يبتهجون في الواقع بإثارة مثل هذا الجدل لأنه مفيد لأعمالهم، حيث تلتف هذه الدائرة الانتخابية في لحظات الازدراء وتوقع عضويات جديدة أو تقدم تبرعات أكبر.
وأشار إلى أن تعزيز الدخل الإضافي للمنظمة يؤدي إلى تمويل المزيد من الأبحاث التي تتخذ مواقف مثيرة للجدل، وبالتالي جولات جديدة من الجدل، والفخ هنا هو أنه لم يعد هناك فعلاً مسرحية على أرضية أخلاقية عالية، ولكن تحول الأمر لما يشبه المستنقع حيث تعمل منظمة العفو الدولية وأقرانها بسهولة ويصلون إلى أولئك الذين يكسبون منهم أموالا طائلة.
وأوضح أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا كان من بين "الغوغاء والمتصيدون"، كما كان مكتب العفو الأوكراني.
وانتقلت أوكسانا بوكالتشوك، رئيسة مكتب منظمة العفو الدولية في أوكرانيا، إلى فيس بوك لتكشف أن التقرير كتب بواسطة ما يسمى إدارة الاستجابة للأزمات في المنظمة، هذه الوحدة التي تتخذ من لندن مقراً لها تجاهلت جميع الحجج الممكنة ضد النتائج التي ترغب في الترويج لها، وقالت إن قيادة منظمة العفو رفضت مناشدات فريقها بعدم نشر التقرير.
الإخوان أفسدوا عمل العفو الدولية
وأكد مكلروي أن سجل المنظمة لا سيما في الشرق الأوسط، قد تعرض لانتقادات طويلة، فمن بين عدد من المشاكل التي نشأت هي أنها وظفت شخصيات في جماعة الإخوان الإرهابية كجزء من عملياتها الدعوية، وقد أثارت كالامارد الغضب بعد اعتراضها على مقتل رجل المخابرات الإيراني قاسم سليماني في بغداد عام 2020، والتي ادعت انه يتعارض مع حقوق الإنسان.
وتابع أن المنظمة عملت أيضًا مع منظمة Cage ذات الصلة بالمتطرفين، والتي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لها، من خلال القيام بذلك، منحت سلطتها الدولية لتشديد الحملات ضد اعتقال المتعاطفين مع Cage وحلفائها وكذلك عملها لتقويض جهود مكافحة التطرف في أوروبا الغربية.
ما التحديات التي تواجه عمل حقوق الإنسان؟
وقال مكلروي "في الواقع، هناك تحديات خطيرة تواجه بنية النظام القانوني لحقوق الإنسان الذي تم بناؤه في النصف الثاني من القرن العشرين، كما أن هناك حاجة ماسة إلى تعجيل قوانين الحرب التي تعود إلى قرن من الزمان أكثر من أي وقت مضى بسبب الصراعا ت الجديدة، فالأمر لا يدور فقط حول تبني مبادئ الكياسة والرحمة التي تكمن وراء هذه الاتفاقيات مرة أخرى، بل يشمل أيضًا تحديث هذه القوانين والمبادئ بحيث يتم تغطية التكنولوجيا الحديثة.
وتابع أن هناك كارثة طويلة الأمد تتكشف في عالم الفوز بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية تلعب دورها المأساوي في تلك الكارثة.