نحن.. وهم
نحن الغيورين على ديننا وهم المزدرون، هم يزدرون كتاب الله وكلمته وكلماته وما قاله الله تعالى في كتابه العزيز (ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون) ونسوا أيضًا قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهًا في الدنيا وفي الآخرة ومن المقربين) هم يزدرون المسيح (كلمة الله) و(نبي الله) وصاحب الرسالة السماوية وصاحب المعجزات الذي دافع عن شرف أمه ونطق في المهد وجعله الله في كتابه وجيهًا في الدنيا وفي الآخرة وجعله من المقربين.
فمن يقربه الله له يزدرونه هم! ومن يجعله الله وجيهًا في الدنيا وفي الآخرة يسخرون منه! ومن جعله الله ومنحه من فضله المقدرة على أن يحيي الموتى بإذنه ويجعل الأعمى بصيرًا ويشفي المرضى باسمه لا يعجبهم، كل هذا لا يعجبهم، معجزات الله في أنبيائه لا تعجبهم كلمات الله في كتابه وكتابهم لا تعجبهم! فيقول أحدهم إن الأحاديث تنسخ القرآن! وما قيل موثقًا بالصوت والصورة ولا ندعي عليه ولا على غيره بالباطل بل هم سباك الباطل وحلفائه الأوفياء!
هم يتهموننا دومًا بالشرك والكفر والمروق والزندقة ويحرضون ويزايدو علينا وهم أنفسهم دومًا موضع الاتهام، هم يميلون لمن تقولوا على نبي الإسلام فقدسوا أحاديث الآحاد والأحاديث الضعيفة والموضوعة والمشكوك في سندها ومتنها وانحازوا لسباك الأحاديث ليتبوأوا مقاعدهم من النار كما حدثنا نبي الإسلام، أما نحن فنؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولا نفرق بين أحد من رسله ليصح إسلامنا نحن نؤمن بكلمات الله وهم يؤمنون بالسباك الكذبة، نحن نحب ديننا ونؤمن بأديان الله الإبراهيمية السماوية الثلاثة دون تفرقة وعلى قدم المساواة ونقف على مسافة واحدة من جميع الأديان تمامًا كما أمرنا الله وهم يزدرون دين الله ويزدرون رسوله ونبيه وكتابه ويفرقون بين الرسل والرسالات السماوية المقدسة!
هم يحتفون بقتلة الحسين ويبغضون أهل بيت النبي ويكرهون بناته وأحفاده ويتهموننا نحن بالتشيع لأننا نحب النبي وآل بيته، فمن يحب النبي لا يكره أو يسيء لأهل بيته وهم يفعلون ذلك وبمنتهى الأريحية، هم يكرهون الوطن ومواطنيه وثقافة المواطنة ودولة المواطنة ونحن نحب وطننا وبلادنا ومواطنينا هم يحبون الفتن ونلعن نحن من يوقظها.
هم يريدون الحروب وافتعال القضايا وإحداث البلبلة وحالات التشظي من أجل الشهرة وإشاعة روح الكراهية والحض عليها! هم عشاق الفوضى وصانعيها.. هم يكدرون السلم العام ويعكرون صفو الوئام والسلم المجتمعي ونحن نريد وننشد ذلك السلم ونريد الوطن سالمًا آمنًا معافى ونريد أن نحيا فيه كمواطنين صالحين تسود بيننا روح المحبة والسلام.
هم يرون الأوطان حفنة من تراب عفن ولا يؤمنون بالحضارات والأمم وتاريخها، هم لا يعرفون سوي أمة واحدة يحكمها خليفة وأتباع أقسموا على السمع والطاعة العمياء، هم ليسوا نحن ونحن لسنا هم، ربما يجمعنا دين واحد يكتب في أوراقنا الثبوتية، وقد تجمعنا كذلك أرض واحدة نسير نحن عليها هودًا وييسيرون هم عليها ليشعلوها ويشعلوا فيها الحرائق وليشاهدوها وهي تحترق بأهلها وتتشظى!
تسعدهم هم أتراحنا ويحزنون هم لفرحنا، هم يكرهون نجاحاتنا ويتمنون لنا الفشل ويقللون دومًا من أي منجز نحققه نحن فيكيدوا هم لنا، أعرف أن تجزئة المجتمع وقسمه أو شطره لنصفين تؤدي حتمًا لحياة بائسة وغير صحية ولكن ما عسانا نفعل؟ لم نكن نحب أو نريد أن يكون هنالك نحن وهم، كنا نتمنى أن نقول للآخر يا أنا والعكس، ولكن الآخر لا يريد أحدًا غيره ولا يقبل بغيره ولا يقبل بالآخر والمختلف عنه أو معه ولا يقبل الاختلاف عامة، فيعكر على المختلف صفو حياته ويحرض عليه ليقتل ويفرح هو بذلك وقد يفعلها بنفسه ويتقرب لله بقتل عباده!
وعندما نصل لتلك الحافة ونصعد للهاوية يكون هنالك وللأسف قتلة ومحرضون من جانب ومحاربون مصلحون يقعون دومًا فريسة لفتك هؤلاء وتربصهم، وكم من الضحايا عانوا أو قتلوا منا على يد هؤلاء ليصير لا بد حتمًا أن يكون هنالك (نحن وهم).