نصحه المحافظ بالتقدم لفرقة التلفزيون وكان يعزف على 6 آلات موسيقية.. حكايات الفنان محمد نوح
تحل غدا ذكرى المغني والملحن المصري محمد نوح، والذي رحل عن عالمنا في 5 أغسطس من عام 2012.
وبحسب ما ذكر شقيقه حسين نوح في كتابه "صرخة نوح" الصادر عن قطاع أخبار اليوم، فإن محمد نوح كانت له صرخة كبيرة يوم أن مات والده، كان ذلك في مستشفى دمنهور، وكانت صحة والده قد تدهورت بعد معاناة مع تطور مرض البلهارسيا وهو دوالي المرئ، وهو نفس المرض الذي توفى به المطرب عبد الحليم حافظ، حينها صرخ نوح صرخة كبيرة وانقلبت الموازين لتقوم الأم بتهدئة الولد بدلا من العكس.
كان نوح في الثالثة عشرة من عمره، ومعاش الوالد لا يذكر، ومن هنا حمل على كتفيه مسئولية أسرة تتكون منه ووالدته وشقيقاه وثلاث بنات، وكان نوح في ذلك الوقت يتنقل من دمنهور للإسكندرية لممارسة هوايته في التمثيل مع سمير غانم ووحيد سيف، ومحمود عبد العزيز وغيرهم.
كان له حضور في موهبته الموسيقية، فكان يشارك في عمل الموسيقى لمعظم المدارس في دمنهور، وكان يعزف البيانو والعود والكمان والناي والإيقاع والجيتار، ويشارك في فرقة البحيرة المسرحية، وفرقة البحيرة للفنون الشعبية.
وفي إحدى إجازات الصيف كانت هناك حفلة يحضرها المحافظ وجيه أباظة، وهو واحد من الضباط الأحرار، وكان محمد نوح مع شقيقيه شاكر وحسين يعزفون في الحفل، وسأل وجيه أباظة محمد نوح عن الفرقة فأبلغه أنهما شقيقاه، فما كان من وجيه أباظة إلا أن قام بتعيينه في العلاقات العامة في المحافظة، وتعرف في ذلك الوقت على محمد غنيم سالم، وكانا يسهران مع بعضهما، وأعجب بهما وجيه أباظة وقرر أن يصطحبهم معه أثناء ممارسته لهوايته في السير ليلا، والاستماع لما يقرؤه الشباب، مع مثقفي دمنهور ومنهم إسماعيل الحبروك، وأمي يوسف غراب، وعبد الوهاب المسيري، وخيري شلبي.
كان محمد نوح يقوم بالأدوار البطولية، وعمل مع كمال يس في "ألمشاغب" وفي مرة من المرات جاء محمد توفيق وشاهد نوح وهو يمثل، وعرض عليه أن يأخذه معه للقاهرة لأنه يعد لمسرحية سيد درويش من تأليف صلاح طنطاوي، وطار نوح فرحا.
وعلم وجيه أباظة بما تم، وكان من شدة إعجابه بنوح أن عرض عليه أن يقدم في فرق التلفزيون المسرحية، ولعشق نوح للمسرح وقراءته لمعظم المسرحيات اختار جزءا من مسرحية الفتى مهران لعبد الرحمن الشرقاوي، وكان من الناجحين صحبة صلاح قابيل وعزتا لعلايلي ورشوان توفيق ونجوم الستينيات.