دراسة تحسم جدل المومياء الفرعونية الحامل وتكشف أسرارا جديدة عنها
توصلت دراسة جديدة إلى أن مومياء مصرية يعتقد أنها حامل، ربما لم تكن تحمل طفلاً بعد كل شيء، حيث قال فريق من العلماء البولنديين العام الماضي، إنهم اكتشفوا المثال الوحيد المعروف لمومياء مصرية حامل محنطة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن خلاف غير عادي بين هؤلاء الباحثون قد اندلع، حيث شكك العديد من أعضاء الفريق في النتيجة، ويدعي بعض الخبراء في مشروع مومياء وارسو، أن ما بدا أنه جنين في فحوصات الأشعة السينية وصور التصوير المقطعي المحوسب كان في الواقع نتيجة "وهم الكمبيوتر وسوء التفسير"، فبدلاً من وجود طفل، يعتقدون أنه "أعضاء محنطة" داخل معدة المرأة.
جدل كبير بين العلماء.. جنين محنط أم مجرد أحشاء المومياء؟
قالت كاميلا براولينسكا، المؤسس المشارك لمشروع وارسو مومياء، إن البحث الأصلي "لم تكن دراسة علمية موثوقة''، لكن اثنين من أعضاء المشروع، مارزينا أوزاريك سزليك و فويتشخ إيجسموند، رفضوا هذه الادعاءات، وقالوا "لا يؤكد هذه المعلومات، فالمومياء حامل".
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن المشروع، الذي بدأ في عام 2015، يستخدم التكنولوجيا لفحص القطع الأثرية في المتحف الوطني في وارسو.
واعتقد الباحثون سابقًا أن المومياء كانت كاهنًا ذكرًا، لكن عمليات المسح أشارت لاحقًا إلى أن المرأة كانت بين 26 و30 أسبوعًا من الحمل عندما توفيت لأسباب غير معروفة، ويعتقدون أنها كانت على الأرجح ذات مكانة عالية وكانت تتراوح بين 20 و30 عامًا عندما توفيت خلال القرن الأول قبل الميلاد.
أربع حزم تحسم جدل المومياء الفرعونية الغامضة
وفي العام الماضي، قال فريق مشروع مومياء وارسو، إن الجنين لم يُستأصل من الرحم، بينما في شهر يوليو الماضي، أكدت براولينسكا، عالمة الآثار البيولوجية، أنه يعتقد أن أربع حزم موجودة داخل تجويف بطن المومياء تم لفها وتحنيطها، قائلاً "تم وضع الحزم هناك من قبل المحنطين القدماء، ربما يوجد في الحزم عضو محنط واحد على الأقل للمتوفى، وهي كانت ممارسة معروفة في مصر القديمة، وقد تحتوي الحزم المتبقية على أجزاء من الجسم أو منتجات أخرى لعملية التحنيط، كما أن هناك أيضًا احتمال آخر، وهو وضع المحنطون حزمًا في المومياوات من أجل الحفاظ على شكل الجسم بعد عملية التحنيط".
وتابعت "هذه ليست أول مومياء لديها حزم من هذا النوع، حيث توجد أجسام من هذا النوع أحيانًا في أجزاء أخرى من الجسم، وتوجد حزم أو مواد مماثلة في الحوض".
وفقًا لبراولينسكا، فإن اكتشاف الحمل الظاهر للمومياء كان نتيجة الوهم الناجم عن ظاهرة تُعرف باسم pareidolia، وهي رغبة بشرية طبيعية في رؤية الأشياء المألوفة في أشكال عشوائية.
قالت: "هذه الظاهرة، إلى جانب عدم التشاور مع النظريات مع خبير الأشعة، لسوء الحظ جلبت فقط تأثير إحساس عالمي، وليس دراسة علمية موثوقة".