يحتفل بالثانوية.. قصة صورة لـ إحسان عبد القدوس في شبابه
في صورة نادرة للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس يظهر فيها وهو رافعا يده لأعلى ممسكا بـ"جوانتي"، وينظر مبتسما لأعلى، ومرتديا بدلة كاملة وقبعة أنيقة، تعود لفترة شبابه، وتحديدا بعد تخرجه من المرحلة الثانوية بمدرسة فؤاد الأول بالقاهرة، ويعود تاريخها لعام 1937.
وبحسب الصفحة الرسمية للكاتب إحسان عبد القدوس؛ فإن الراحل تخرج من كلية الحقوق عام 1942، وفشل في أن يكون محاميا، فقد قال: "كنت محاميا فاشلا لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محاميا لامعا".
ولد إحسان محمد عبد القدوس أول يناير 1919، ونشأ في بيت جده لأبيه الشيخ أحمد رضوان، من رجال القضاء الشرعي، في مجتمع محافظ متدين في عشرينيات القاهرة، قضى إجازته الصيفية في كفر الميمونة محافظة الغربية في بيوت الفلاحين من أفراد عائلة رضوان، والده الفنان محمد عبد القدوس ترك الهندسة وتفرغ للتمثيل، ووالدته السيدة روزاليوسف تركت التمثيل وعملت بالصحافة والسياسة، وأصدرت مجلة تحمل اسمها لا تزال تصدر حتى الآن.
تخرج في كلية الحقوق عام 1942، عمل بالمحاماة مدة عامين بجانب عمله الصحفي، ثم تفرغ للصحافة التي استهوته، وللكتابات السياسية التقدمية، وكان له العديد من المواقف الجريئة، تعرض أربع مرات لمحاولات اغتيال، دخل السجن 1954، وبعد الإفراج عنه عين رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف حتى 1966، وكانت أهم حملاته الصحفية حول موضوع الأسلحة الفاسدة التي ألهبت مشاعر المجتمع المصري قبيل ثورة يوليو 1952، ومن رئيس تحرير روزاليوسف إلى رئاسة تحرير أخبار اليوم 1966، ثم عين رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم 1971، وكاتبا في جريدة الأهرام 1974، فرئيسا لمجلس إدارة الأهرام 1975.
اتجه في كتاباته نحو تصوير عواطف الإنسان ومشاعره في لغة صحفية، محورها العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، وقد أفادت تجربته الإبداعية والروائية والقصصية من حياته السياسية والاجتماعية في المجتمعات المتباينة التي سبر أغوارها.