«خبز على طاولة الخال ميلاد» بضيافة المعهد الفرنسى بالإسكندرية.. الثلاثاء المقبل
“خبز على طاولة الخال ميلاد”، عنوان الرواية الحاصلة على جائزة البوكر للرواية العربية لهذا العام، من تأليف الكاتب الليبي محمد النعّاس، والذي يحل في السابعة من مساء بعد غد الثلاثاء، بضيافة المعهد الفرنسي بالإسكندرية لمناقشة الرواية، وذلك بالتعاون مع دار صفصافة للنشر والتوزيع.
ويناقش الرواية الكاتبة الناقدة أماني خليل، والكاتب مصطفي زكي، وذلك بقاعة ماسينيون بالمعهد الفرنسي بالإسكندرية.
وتدور أحداث رواية "خبز علي طاولة الخال ميلاد"، للكاتب محمد النعّاس في ليبيا. في مجتمع القرية المنغلق حيث تقدم، من خلال شخصية “ميلاد”، نقدا عميقا للتصورات السائدة عن الرجولة والأنوثة، وتُدين القوالب النمطية الجاهزة التي تحصر وظائف كل من المرأة والرجل في أطر مُحددة وما يلي ذلك من تأثيرهما النفسي والاجتماعي على المتوارثات في المجتمع العربي الحديث من حيث التبعيات الفكرية والأخلاقية كجدلية الحب والخيانة، وعلاقة الأخوّة، والنظرة الدونية للمرأة، ومواجهة البيئة وتحديات الفقر.
والكاتب الروائي محمد النعّاس، صدر له عدد من الأعمال الأدبية والروائية، من بينها المجموعة القصصية “دم أزرق” في العام 2020، و"خبز علي طاولة الخال ميلاد"، وهي روايته الأولي.
ومما جاء في رواية "خبز علي طاولة الخال ميلاد"، للروائي محمد النعّاس نقرأ:
عيلة وخالها ميلاد، مقولة شعبية منتشرة بين الليبيين، يعيرون بها الرجل الذي لا يملك سلطة علي النساء اللائي يتبعنه، وهو إلي ذلك يقدح في أخلاق النساء أنفسهن.
آه أهلا، لقد جئت في الموعد المناسب. أشكرك علي رغبتك في لقائي، أخبرتني المدام بمدي لهفتك علي معرفة ما أود البوح به، لا داعي إلي الخجل. زينب تغط في نوم عميق، وقد جهزت الجو المناسب لفلمنا. هل وقع اختيارك علي اسم معين؟ آه يجب تصوير القصة قبل ذلك، أنا لا أفهم في الأفلام كثيرا، أحب مشاهدتها لكن خبير العائلة هو العبسي، أنا الخباز. انتهيت الساعة من تزيين كعكة البرتقال والليمون، لحظة سأحضر لك كرسيا. لنجلس معا في الحديقة، شاي أم قهوة؟ أنا أحب الشاي بعود القرفة، كما كانت تعده زينب في أيام زواجنا الأولي.
جهزت نفسي جيدا لهذا اللقاء، نظفت البيت ومسحت الغبار عن الصور والأثاث واللوحات، ولمعت زجاج النوافذ والمصابيح ليكون كل شئ جاهزا لمغامرتك. استيقظت فجرا ودخلت في روتيني، ارتديت قميصي الذي أهدته إلي المدام. تمعنت في تفاصيله وخطوطه الوردية التي تتقاطع مع الخطوط البيضاء. تحسست جلدي ودورت إصبعي الإبهام والسبابة حول الكم، نزعت الشاش عن إصبعي الخنصر بعد يومين من صبغه، غنيت مع الشاب خالد عن بخته، تزحلقت يدي وهي تضغط علي ضلوعي، لأطمئن علي وجودها جميعا في مكانها الصحيح. شعرت لوهلة بأنني أخطأت العد، ربما يكون هناك ضلع ناقص، ربما هو ذاك الضلع الذي اختلسه الله من آدم وهو نائم. عندما رن جرس الباب معلنا حضورك، أسرعت في ارتداء حزام العبسي وضغطته علي جسدي.