عقب الإعلان عن إعادة افتتاحها فى 2024.. أبرز المعلومات عن كاتدرائية نوتردام
قالت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك، إنّ كاتدرائية نوتردام في باريس في طريقها لإعادة فتح أبوابها للمصلين والجمهور في عام 2024، بعد أكثر من ثلاث سنوات على تدمير سقفها في حريق هائل.
وذكرت وزير الثقافة الفرنسية، أثناء زيارة للموقع أن مرحلة إزالة آثار الحريق في إطار مشروع الترميم قد انتهت، مما سيسمح ببدء أعمال إعادة البناء في نهاية الصيف.
وأغلقت الكاتدرائية للترميم منذ أن أتت النيران على سقفها في عام 2019، وأدت إلى انهيار برجها المدبب في مشاهد أثارت فزع وحسرة المارة، وغيرهم ممن تابعوا الأمر في فرنسا وحول العالم على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا التقرير تُستعرض "الدستور" أبرز المعلومات عن الكاتدرائية.
- كاتدرائية نوتردام
كاتدرائية نوتردام دو باري وهي كاتدرائية كاثوليكية قرطوسيَّة، ومقر إبرشية باريس تقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين وفي الدائرة الرابعة في باريس أي في قلب باريس التاريخي
تعد الكاتدرائية واحدة من أفضل الأمثلة على فن العمارة القوطية الفرنسية وتتميز عن الطراز الروماني القديم باستخدامها المبتكر للقبو في الأضلاع والدعامة الطائرة، ونوافذها الوردية الهائلة والملونة، والواقعيَّة ووفرة زخارفها النحتية. تشمل المكونات الرئيسية التي تميز نوتردام الأورغن التاريخي الكبير وأجراسها الكنسية الهائلة.
- تاريخ ومحطات بنائها
وبنيت كاتدرائية نوتردام في مكان بناء أول كنيسة مسيحية في باريس، وهي «بازيليك القديس استيفان» والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الغالو-روماني، وكانت النسخة الأولى من نوتردام كنيسةً بديعة بناها الملك شيلدبرت الأول ملك الفرنجة وذلك عام 528م، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر بشكلها القوطي، وترتفع قبة الكنيسة إلى 33 متراً.
وبدأ بناء الكاتدرائية في عام 1160 تحت قيادة الأسقف موريس دي سولي وكانت كاملة إلى حد كبير بحلول عام 1260، على الرغم من تعديلها بشكل متكرر في القرون التالية، ولقرون كانت الكاتدرائيَّة رمزًا للملكية الفرنسية، فهي المكان التي كان يتم فيه الاحتفال بأعياد الدولة وملوك فرنسا، وفي عقد 1790، عانت الكاتدرائية من تدنيسها أثناء الثورة الفرنسية؛ حيث أُتلفت ودُمّرت الكثير من لوحاتها الدينية.
في عام 1804، كانت الكاتدرائية الموقع الذي شهد تتويج نابليون بونابرت كإمبراطور فرنسا، وشهدت معمودية هنري كونت تشامبورد في عام 1821، وجنازات العديد من رؤساء الجمهورية الفرنسية الثالثة.
- ازدهر الاهتمام الشعبي بالكاتدرائية بعد رواية «أحدب نوتردام»
ازدهر الاهتمام الشعبي بالكاتدرائية بعد وقت قصير من نشر رواية فيكتور هوجو بعنوان «أحدب نوتردام» في عام 1843، أدّى ذلك إلى مشروع ترميم كبير بين عام 1844 وعام 1864، تحت إشراف يوجين فيوليه لو دوك، الذي أضاف أبراج الكاتدرائية الشهيرة.
جرى الاحتفال بتحرير باريس داخل كاتدرائية نوتردام دو باري في عام 1944 تلاه إنشاد نشيد مريم. ابتداءً من عام 1963، نُظّفت واجهة الكاتدرائية وأعيدت إلى لونها الأصلي، ونفذ مشروع تنظيف وترميم آخر بين عام 1991 وعام 2000.
وباعتبارها كاتدرائية مقر أبرشية باريس، هي أيضاً مقر رئيس أساقفة باريس ميشيل أوبيتيت، في عام 1805 مُنحت «نوتردام» الوضع الفخري لبازيليكا صغيرة، ويزورها حوالي 12 مليون شخص سنويًا، مما يجعل الموقع النصب الأكثر زيارة في باريس. و اشتهرت الكاتدرائية بخطب الصوم خلال الصوم الكبير، التي بدأها جان بابتيست هنري لاكوردير الدومينيكاني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، في السنوات الأخيرة، تم إعطاء عدد متزايد من الشخصيات العامة البارزة والأكاديميين العاملين في الدولة للخطب خلال فترة الصوم.
تم تجريد الكاتدرائية تدريجياً من الزخرفة الأصلية والأعمال الفنية، لا تزال العديد من الأمثلة الجديرة بالملاحظة للتماثيل القوطية والباروكية بالإضافة إلى تلك التي تعود إلى القرن التاسع عشر ومجموعة من القطع البديلة للقرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر في مجموعة الكاتدرائية وكنوزها التي لا تقدر بثمن، وتحتضن الكاتدرائية ببعض أهم الآثار الدينيَّة والقطع الأثرية في العالم المسيحي، بما في ذلك تاج الشوك، وقطعة من الصليب الحقيقي.
أثناء خضوعها للتجديد والترميم، اشتعلت النيران في الكاتدرائية في 15 أبريل من عام 2019 وأُصيبت بأضرار كبيرة، بما في ذلك تدمير ثُلثي الأسقف والأبراج. وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيُعاد بناء نوتردام، قائلاً «إنه جزء من مصير، ومصير فرنسا، ومشروعنا المشترك على مدى السنوات المقبلة وأنا ملتزم به».
- الهندسة المعمارية
و تعد كاتدرائية نوتردام في باريس هي من المباني الأولى في العالم التي استخدمَت الدواعم الطائرة، والمبنى لم يصمم بالأصل ليضم الدواعم الطائرة الموجودة حول الممر وصحن الكنيسة ولكن تمت إضافتها بعد أن بدأ البناء، وبدأت الكسور تحدث للجدران الرقيقة الموجودة في أعلاها مما دُفِعا للخارج، و قام المهندسون المعماريون ببناء الدعائم في الكاتدرائية حول الجدران الخارجية، واستمر النمط كإضافات لاحقة، مساحة السطح الكلية m² 5,500 (م² 4,800 مساحة السطح الداخلي).
ووضعت العديد من التماثيل معدة بصورة فردية صغيرة نحو الخارج كدعم للعمود ويتدفق منها المياه. ومن بين هذه التماثيل «الجرغول» الشهيرة، المصممة لمياه الأمطار.
وكانت التماثيل بالأصل ملونة كما كان معظمها في الخارج لكن الطلاء تقشّر فيما بعد، مع الوقت استكملت الكاتدرائية قبل عام 1345، ويوجد بها مكان ضيق للتسلق مكون من 387 درجة حيث تظهر في الجزء العلوي بشكل حلزوني، على طول التسلق يمكن رؤية التماثيل والأجراس الأكثر شهرة في أرباع مغلقة، فضلا عن الرؤية المذهلة لمدينة باريس عند الوصول إلى الأعلى.