الأمم المتحدة: تفاصيل الشحن الآمن للحبوب الأوكرانية ما زالت قيد البحث
قال مارتن جريفيث مُنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إنه يأمل في أن أول شحنة من الحبوب من ميناء أوكراني على البحر الأسود ستتحرك في وقت قريب قد يكون غدا الجمعة لكنه أشار إلى أن هناك تفاصيل "ضرورية" للعبور الآمن للسفن ما زالت قيد البحث.
وتابع جريفيث قائلا إن مسؤولين عسكريين من تركيا وروسيا وأوكرانيا يعملون مع فريق من الأمم المتحدة في مركز تنسيق مشترك في إسطنبول للخروج بالإجراءات المعيارية للعمليات فيما يتعلق بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف الأربعة الجمعة الماضية.
وأضاف للدول الأعضاء في الأمم المتحدة في إفادة اليوم الخميس "تلك مفاوضات تفصيلية بناء على الاتفاق... لكن دون تلك الإجراءات المعيارية للعمليات لا يمكننا إدارة عبور آمن للسفن" واعترف بأن "الشيطان يكمن في التفاصيل".
وتريد شركات الشحن وشركات التأمين التي تغطي السفن التأكد من أن الرحلة آمنة ولا تنطوي على مخاطر من الألغام أو الهجمات على السفن وطواقمها. وتلك الأمور تغطى في العادة بممارسات ملاحية مقبولة تعرف بالإجراءات المعيارية للعمليات.
وقال جريفيث "الأمر لا يتعلق فقط بوجود سفينة أو اثنتين أو ثلاثة متاحة في الموانئ ومستعدة للتحرك. تحتاج تلك السفن للتحرك بأمان وهذا يعني أننا يجب أن نكون واضحين تماما بشأن المكان المحدد لقناة المرور".
وروسيا وأوكرانيا من الدول الكبرى المصدرة للحبوب في العالم، وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع حاد في أسعار الغذاء وتفاقم أزمة غذاء عالمية قال عنها برنامج الأغذية العالمي إنها دفعت نحو 47 مليون شخص إلى "جوع حاد".
ويهدف الاتفاق إلى السماح بعبور آمن لشحنات الحبوب من وإلى الموانئ الأوكرانية التي تحاصرها روسيا منذ الغزو الذي بدأ في 24 فبراير.
وتتهم روسيا أوكرانيا بالمسؤولية عن تعطيل الشحنات من خلال تلغيم المياه المحيطة بالموانئ.
* جدوى تجارية
قال جريفيث "نحن نأمل بالطبع، نخطط، لكن نأمل أن تتحرك أول سفينة خلال أيام، ربما غدا، من تلك الموانئ... هناك سفن بالطبع في تلك الموانئ جاهزة للتحرك وستكون أول من تخرج ثم سنبدأ في إدخال سفن.. تفتيشها وإدخالها".
وقال إن كبير مسؤولي الأمم المتحدة في مركز التنسيق المشترك، وهو فريدريك جيه. كيني من منظمة الملاحة الدولية، عقد اجتماعا مع شركات تأمين وشحن أمس الأربعاء.
وقال جريفيث "تم إبلاغي بأنها كانت سلسلة محادثات مشجعة للغاية... أبقيناهم على اطلاع لدى إجرائنا للمفاوضات... يجب أن ننفذ تلك الخطوة".
وأشار إلى أن الأمر "ذو جدوى تجارية"، مضيفا أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة "ينظر بجدية" في أمر شراء شحنات حبوب أوكرانية.
وقال إن السفن التي ستدخل لشحن الحبوب ستخضع للتفتيش في ميناء تركي "لضمان عدم تهريب ممنوعات ولا أسلحة تدخل في تلك السفن".
وقالت إسميني بالا، المتحدثة باسم الأمم المتحدة في مركز التنسيق المشترك، "علميات التفتيش ستجرى على الأرجح في مرفأ في شمال البسفور، سيتم التأكيد على التفاصيل".
وقال جريفيث إن مراقبين من الأمم المتحدة وتركيا في ميناء أوديسا الأوكراني سيتأكدون بعد ذلك من أن الحبوب جرى تحميلها على السفن التي بعد ذلك ستغادر "بناء على نظام المراقبة الذي سنحدده" للخروج من البحر الأسود.
وأضاف أنهم علموا منذ وقت مبكر في المفاوضات أن نزع ألغام المناطق المؤدية للموانئ الأوكرانية لن ينجح لأن ذلك سيستغرق وقتا طويلا. وقدر مسؤولون مختصون بشؤون نزع الألغام في الأمم المتحدة أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر على الأقل لتنفيذ العملية بشكل صحيح.