«الدستور» يحاور الشاعر الذي اتهم أكرم حسني بسرقة كلمات أغنية «للى» للفنان محمد منير

أثار طرح الفنان محمد منير، أغنيته الجديد «للي» من كلمات الفنان أكرم حسني، حالة من الجدل خلال الأيام الماضية إثر اتهامات بسرقة بعض كلمات الأغنية من الشاعر الجنوبي عادل صابر.

«الدستور» تواصل مع الشاعر عادل صابر الذي يؤكد أن كلمات أغنية للي مسروقة منه، وكشف في حوار صحفي أجري بعد حذف موقع «يوتيوب» أغنية «للي» من منصته.  

عادل صابر، هو موجه لمادة اللغة الإنجليزية في قنا وشاعر معروف لدى الأهالي في جنوب مصر، ولديه الكثير من الرباعيات، وإلى نص الحوار:

• كيف كانت البداية مع أزمة أغنية محمد منير؟

- في البداية لم أكن أعرف، لكني فوجئت باتصال من الأديب محمد موافي وأخبرني أن هناك أغنية طرحها محمد منير فقلت له لم أسمعها، وأخبرني أن هناك من كلماتي فيها، فلم أصدق، وأرسل لي موافي الأغنية، ووجدت الموضوع بالفعل كما قال، مذهب الأغنية نفسه وبالطبع أثرت الأمر، وبدأ الإعلام يكتب حتى أنني قدمت مداخلة مع الدكتور محمد الباز في قناة النهار، ورغم أن أكرم حسني قال إنه توارد خواطر، لكنه ليس توارد خواطر، هو لم يغير سوى كلمة واحدة، والعديد من الناس أيدوه في رؤيته، ولكن الأمر ليس معنى بقدر ما هو صياغة شعرية.

• ما رأيك فيما قاله أكرم حسني؟

- في البداية محمد منير ليس طرفًا في الأمر، لكن موضوعي مع أكرم حسني، حيث قال إن الأغنية نتاج ورشة كتابة، لكن هذا لا يصلح للإبداع، هل من المعقول أن أقول لأحد تعال نؤلف قصيدة، الإبداع له حالة معينة، العبارة من أين جاءت، حتى لو كانت ورشة فلن تأتي بنفس التركيبة الشعرية، حين يقول أحدهم في الجنوب «خبر إيه أو إيه حكايتك أو فينك»، فكلها صياغات اختلفت لموضوع واحد، فكيف جاء نفس المذهب بنفس الطريقة؟

• دعنا نذهب إلى شعرك.. هل تكتب فن الواو فقط.. أم تمتد لأنواع أخرى من الشعر الجنوبي؟

-  فن «الواو» في الجنوب فيه قوّال وشاعر، أما القوّال فهو من ينقل عن الناس أشعارهم، وأما الشاعر فهو المنتج لهذا الفن، وأنا شاعر ولست قوالًا، الشاعر مبدع، بالضبط مثلما هناك مثقف وهناك ناقل للثقافة، المنتج للثقافة هو المثقف، والمتحدث بها هو الناقل للثقافة، وهكذا الأدب الشعبي، الواو هو من اكتشاف ابن عروس، وهو الرائد في هذا الأمر، ومن جاءوا من بعده يطورون ويكتبون، ومن الممكن أن يتفوق المطور على الرائد في سياق التطور، ولكن هذا لا ينفي فضل الرائد على الفن نفسه، وأنا بهذا المعنى لا أتطاول على ابن عروس مثلًا، فهو من أسس هذا الفن، أنا شاعر مبدع للأدب الشعبي الموال وفن الواو والقصة الشعبية والعدودة الشعبية، أنا منصهر في الأدب الشعبي، لأنني من الجماعة الشعبية، أنا شجر السنط وطين الترع والفاس والمحراث وبرج الحمام والنيل، هناك عبارة أقولها دائمًا: «لا يعرف قيمة الريف إلا من يخشى على ثوبه من الوحل.. أنا لا أعرف كيف أعيش في المدينة، أنا مع سنط الترع وعاشق الطبيعة، أنا أريد الجلوس على الترعة والقمر حين يفرش نوره على أكواخ الفقراء، أنا المتحدث الرسمي باسم الفقراء، والأدب الشعبي هو الخالد وسيموت كل ما هو حداثي والشعراء الكبار، وللعلم فإن الجماعة الشعبية هم الأكثر براءة والأكثر انتماء، في النهاية فأنا أخاطب الجماعة الشعبية والمثقف نفسه ولا أحرم الشعبي من كلام يقول عند سماعه «الله».

• ماذا عن قصة ديوان «بحر الدميرة»؟

- بالفعل كما ذكرت هو اسمه «بحر الدميرة» وليس «بحر الأميرة» كما كتب من كتب عني، وبحر الدميرة يعني الفيضان النيلي الذي كان يأتي في الصعيد في فترات سابقة، ونحن نطلق عليه بحرًا وليس نيلًا، بسبب أن النهر عند الجماعة الشعبية اسمه بحر وهو نفسه نهر النيل، والديوان صدر عن مؤسسة عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية عام 2014، ومنشور على «فيس بوك» عام 2011، ولأن مفردة الدميرة غريبة فقد كتبها الصحفيون الأميرة، كيف يكون بحر الأميرة».

• ماذا عن تداعيات اتهامك لأكرم حسني؟
  - لا شيء، قمت بتوكيل محام خاص ليتولى أمر رفع القضية، وأكد لي أن الأمر محسوم، وأنها اقتباس صريح، لكن الأهم هو أنني وجدت مظاهرة حقيقية من الدعم من شعراء وكتاب كلهم أحسوا بأنها كلماتي التي تجنوا على فيها وأخذوها دون وجه حق، تخيل أن هناك بعض الزملاء كانت لهم خصومة معي، وجدتهم يدعمون بدون النظر للخصومات، أعجبني هذا الأمر، وأنا مستمر في موقفي حتى يتبين الحق.

• في الأخير أنت أديب شعبي.. هل فعلت شيئًا لحفظ تراث الجنوب المهدر؟

- بالطبع، قمت بجمع العدودة أربعة آلاف عدودة، وهو كتاب سيصدر عن سلسلة الذخائر بقصور الثقافة، وهناك كتاب كرم الحكاوي وهو جمع للحكايات الشعبية من صعيد مصر وصدر عن دار ميتا بوك للنشر والتوزيع.