الجمعة.. دير أبومقار يحيى الذكري الرابعة لرحيل الأنبا إبيفانيوس
يحيي دير أبومقار بوادي النطرون، الذكرى الرابعة لرحيل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبومقار الراحل، الجمعة 29 يوليو الجاري، وذلك من خلال إتمام صلوات القداس الإلهي بالدير، حيث تقتصر صلوات ذكرى رحيل أسقف الدير على رهبان الدير فقط.
والأنبا إبيفانيوس ولد في طنطا بمحافظة الغربية شمال مصر، ودرس الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984م، ورُسِمَ قساً في 17 أكتوبر 2002، وانتُخب أسقفًا ورئيسًا لدير الأنبا مقار في مارس 2013.
رهبنته وخدمته بالدير
التحق الأنبا إبيفانيوس بدير القديس الأنبا مقار يوم الجمعة الموافق 17 فبراير 1984، وبدأ عمله في الدير في مساعدته للآباء الأطباء في خدمة المرضى من الرهبان والعمال. ولكنه كان متميِّزًا في سرعة استجابته وانفتاحه ونعمة الإفراز الواضحة فيه، وشغفه الشديد بالقراءة والاطلاع والبحث، حتى أنه لَفَتَ انتباه أباه الروحي القمص متى المسكين في إجابته واتِّساع معرفته.
ورُسِمَ راهبًا باسم إبيفانيوس المقاري في ليلة سبت النور، يوم السبت الموافق 21 أبريل 1984. فازداد نشاطه في الخدمة والعطاء والبذل، وكان مثالًا للراهب الملتزم والغيور، المحب للقراءة والاطلاع والبحث، فأضيف إليه مساعدة الآباء المشرفين على مكتبة الدير الحافلة بالمراجع الدينية ودوائر المعارف والقواميس في مختلف الموضوعات واللغات، والمجلات الدورية المتخصصة، والمخطوطات القديمة. واستمرَّ عمله في المكتبة واهتم بتنسيقها وترتيبها وتزويدها بأهم المراجع وأحدث الكتب الجديدة الهامة، وتنظيم استعارتها وتشجيع الرهبان على القراءة والبحث.
اختاره أباه الروحي، المتنيح القمص متى المسكين، لمرافقته في رحلته العلاجية لأمريكا عام 1997 وطلب منه مرافقة الأب يوحنا المقاري في رحلته العلاجية لألمانيا عام 2002، وذلك لثقته في حكمته. وظل على عهده دائمًا في الاهتمام بالمرضى، وبالأخص الذين في المراحل المتأخرة والخطيرة من مرضهم، مثل الأب باناجياس المقاري، والأب لوقا المقاري اللذين خدمهما ورافقهما حتى رقادهما الأخير، في محبة وبذل وعطاء مخلص ووداعة.
- إشرافه على مكتبه دير أبومقار
كان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، وهو من الباحثين النشيطين بالدير، وقد نشرت له مطبعة الدير أوائل إنتاجه العلمي، ترجمة من اليونانية القديمة للعربية: سفر التكوين، والقداس الباسيلي، وحينها كان جاري نشر سفر الخروج، والقداس الغريغوري، والكتاب التاريخي القديم "بستان الرهبان".
ويعد الأنبا إبيفانيوس مهتمًا بمتابعة وحضور المنتديات العلمية المتصلة بالتراث الكنسي والقبطي، وكان آخرها حضور المؤتمر الدولي العاشر للدراسات القبطية في روما في سبتمبر 2012.