كاتبة روسية لـ«الدستور»: زيارة لافروف لمصر تحمل معاني مهمة
أكدت الدكتورة فرح القادري الصحفية والكاتبة الروسية، أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى مصر، واختيارها أول دولة ضمن جولته الإفريقية، يحمل معاني ودلائل سياسية واقتصادية مهمة.
وأوضحت فرح القادري في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن روسيا لم تقطع علاقاتها لا اقتصاديًا، ولا حتى سياسيًا ولم يكن لها أي خلاف أو مشاكل مع دول الشرق الأوسط والدول الأفريقية، لكن على العكس كانت تجمعها علاقات قوية بمصر، وكان في الشهر الماضي المنتدى الاقتصادي الذي أقيم بيترسبرغ كان على ضيافة وشرف مصر.
وأشارت الكاتبة الروسية إلى أن هذا له أيضاً دلالات أيضا أن روسيا تريد توطيد علاقتها بمصر، وبطبيعة الحال مصر تقبل هذا الشراكة الدولية، ولا ننسى كمشاريع متبادل بين بين الجانبين، ومشروع الضبعة النووي، وأيضا مصر هي بوابه الشرق الأوسط، لذا توطيد علاقة مصر مع روسيا يفتح مجالاً واسعاً، لعدة دول أخرى؛ لتعزيز العلاقات مع الجانب الروسي، لاسيما في ظل الأزمة التي تمر بها المنطقة والأزمة الروسية الأوكرانية التي أحدثت شرخًا مع القطب الأمريكي البريطاني والاتحاد الأوروبي.
علاقة زيارة لافروف بزيارة بايدن للشرق الأوسط
وقالت فرح القادري إن هنك كثيرون ربطوا توقيت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الدول الإفريقية، بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي إلى دول الشرق الأوسط، وهذا الأمر يحمل دلالات للعالم الخارجي لأمريكا وحلفائها بأن روسيا، تواصل تعزيز علاقاتها بدول الأفريقية والدول العربية بشكل كبير.
ونوهت الكاتبة والصحفية الروسية بأن الدول العربية لن تتخذ أي موقف معادي مع الجانب الروسي جراء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهذا الموقف داعم للاقتصاد بين الجانبين الروسي والعربية في أزمة الغذاء العالمية التي مست بالأخص الدول العربية.
واعتبرت فرح القادري أن زيارة لافروف إلى القاهرة جاءت؛ لتعزيز التعاون بين مصر وروسيا في ظل الظروف، والأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة، وما تعرضت له روسيا من عقوبات فلم يسبق لاي دولة فرض عليها هذا الكم الهائل من العقوبات في التاريخ؛ نتيجة العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية.
علاقات اقتصادية قوية بين مصر وروسيا
وأشارت الصحفية والكاتبة الروسية إلى أن موسكو تعمل على تعزيز تعاون الثنائي والتعاون المشترك مع مصر، وجاءت زيارة لافروف للقاهرة بعد توقيع وثيقة مبادرة الشحن الأمن للحبوب والمواد الغذائية بين موسكو وكييف.
و بالنسبة لمشروع الضبعة النووي، أوضحت فرح القادري أن الجانبين الروسي والمصري، لم يتوقفا نهائيا عن العمل سويًا، ودعم اقتصادهما في ظل هذا الظروف وبالعكس كانت هناك اتفاقيات مهمة بجانب المشاركة في المؤتمر الاقتصادي في بيترسبرغ، مشيرة إلى اًن الاستثمارات الروسية في الدول العربية بداية من مصر تحمل معني واحد بأن روسيا لم تقطع علاقاتها مع الدول التي تجمعها بهم علاقة صداقة وعلاقة سياسية وطيدة بجانب العلاقات العسكرية والاقتصادية المهمة.
وأكدت الكاتبة الروسية أن حجم العلاقات بين موسكو والقاهرة على المنحي الصحيح، وهناك تطور ملحوظ منذ ٢٠١٥ في هذا الشأن، وهناك استثمارات كبيرة بين الجانبين وهذا يعود على مصر بدرجة الأولي من الأرباح وكذلك الجانب الروسي الذي يتواجد في مصر للاستثمار، ونقل الخبرات الروسية إلى القاهرة، ويمكن زيادة الاستثمارات على مختلف الأصعدة والاستفادة من التجربة الروسية في المشاريع الاقتصادية التنموية التي ساهمت في ازدهار الدولة الروسية.
ونوهت فرح القادري إلى أن الملفات التي يركز عليها سيرجي لافروف خلال جولته بعض الدول الأفريقية ستكون محط إهتمام الجانبين الروسي والإفريقي، وأيضاً سيكون على رأسها التعاون الثنائي بين روسيا والدول الأفريقية، وأيضًا التطرق الي أزمة الغذاء التي ترتب بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.
اتفاق تصدير الحبوب بين روسيا وأوكرانيا
وتعليقًا على اتفاقية تصدير الحبوب بين موسكو وكييف التي جرت بتركيا وبمباركة أممية، أكدت «القادري» أن الاتفاقية ستنفذ كثير من دول العالم من أزمة خطيرة وهي المجاعة، كما أن الاتفاقية لا تتعلق فقط بتصدير الحبوب والمنتجات الزراعية العالقة في الموانئ الأوكرانية، ولكن بتصدير الأسمدة من الموانئ الروسية.
وأضافت: «لا ننسى أن الدول الغربية أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بفرضهم عقوبات على روسيا على مدار خمسة شهور، كان له تداعيات ليس فقط على الاقتصاد الروسي، ولكن أيضا على الدول صاحبة العقوبات، وتأثرت الدول الغربية بالعقوبات أكثر من موسكو».