سياسى ليبى لـ«الدستور»: اشتباكات طرابلس جرس إنذار.. ويجب نزع سلاح الميليشيات
أعربت البعثة الأممية إلى ليبيا وسفارات الدول الأجنبية، عن إدانتها للاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس بين الجماعات المسلحة منذ الخميس الماضي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بجانب خسائر مادية فادحة.
وفي هذا الإطار، قال محمد سعد، الأكاديمي والباحث الليبيي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن هذه الأحداث المؤسفة متوقعة وقد حدثت بين ميليشيات مسلحة غير منضبطة تتنافس على النفوذ والسيطرة على مؤسسات الدولة وقد تكون مرتبطة بالتنافس بين الحكومات التي تدعي الشرعية في البلاد.
وأضاف الأكاديمي الليبيى أن هذا الصدام قد يتكرر ويتوسع ويسهم في زعزعة الاستقرار وتهديد سلامة المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم، بسبب عدم السيطرة عليها ولوجود التنافس بينها في إطار ثقافة الغنيمة التي تساندها ريعية الدولة وتصرف الحكومات المتعاقبة في شراء ولائها والصرف عليها بسخاء.
اشتباكات طرابلس تهدد العملية السياسية والانتخابات في ليبيا
وأوضح "محمد سعد"، أن تداعيات هذه الأحداث والاشتباكات على مسار العملية السياسية كبير لأن زعزعة الاستقرار وخلط الأوراق السياسية وتأثر المؤسسات الحكومية بما سيفقدها القدرة على تنفيذ الانتخابات والمؤامة في الوصول إلى تسوية سياسية، والأخطر من ذلك هو تأثر الأطراف السياسية في المناطق البعيدة عن العاصمة واقتراب شبح التقسيم منها ولكي تنأ بنفسها عن مشاكل التناحر بين الميليشيات في العاصمة وقد تنادي بنقل العاصمة إلى مدينة أخرى.
وأضاف: «السلطات الحالية الضعيفة والمتحابية مع الميليشيات تخطئ باستمرار في التعامل مع هذه الاشتباكات بعدم وجود قدرة ولا جدية في منعها أو إيقافها أو محاسبة المسئولين عنها، ولا تجد من حل سوى بأن تغدق عليها بالأموال والمخصصات المالية وهذا ما يؤجج الصراع بينها ويجعلها لا تتوانى في تكرارها".
تفكيك الميليشيات المسلحة في ليبيا
وأشار الباحث الليبي إلى أن ظاهرة انتشار السلاح غير المنضبط تحتاج إلى إرادة سياسية قوية وقدرة عسكرية من قوات مسلحة منضبطة ومهنية كالقوات المسلحة العربية الليبية بقيادة خليفة حفتر، تجرد هذه الميليشيات من سلاحها وتطبق القوانين عليها، كما يتطلب الأمر كذلك تعاونًا دوليًا والكف عن مساندة هذه الميليشيات من أي دولة أجنبية.
وأكد محمد سعد أنه يجب أن يسبق ذلك تجريد هذه الميليشيات من الشرعية ويتم تجفيف منابع تمويلها الموقف الدولي والبعثة الأممية ضعيف وغير مفيد في اتجاه بناء الدولة وحل المشكلة والأزمة السياسية والمطلوب ليس مجرد إدارة الأزمة ولا لمجاملة القوى المعرقلة للمسار الديمقراطي والانتخابات.
