حبيبى يا رقة
"حبيبي يا رقة فاكر ولا لأه"
طبعا مش هند رستم هي اللي غنتها في فيلم "اعترافات زوج"، هي كانت الممثلة بس، إنما المطربة/ المؤدية/ صاحبة الصوت كانت تيتا صالح.
تيتا هي بنت "نعيمة ولعة"، اللي كانت إعلاناتها في كل حتة خلال التلاتينات، إنما إن جيت لـ الحق، نعيمة تعتبر أم المطربة نادية فهمي، وتيتا بنتها.
بص، بص، من الأول.
نعيمة علي فهمي مرشد، بنوتة من مركز طوخ قليوبية، أبوها موظف عند الأباظية، كان شغله مخليه أغلب الوقت في دمنهور، وسايب نعيمة مع مراته (يعني مش أمها، إنما مرات أبوها)
مرات أبونعيمة كانت تحبها ومدلعاها، فـ كانت تسيبها على راحتها، ونعيمة حبت الجماعة اللي بـ ييجوا يعملوا ليالي، والفرق الغنائية، فـ دخلت عالم الفن، وجات القاهرة، واشتغلت في المسارح كلها: يوسف عزالدين، كازينو بديعة، علي الكسار، فوزي منيب.. إلخ إلخ
ثم إنها في التلاتينات عملت مونولوج كسر الدنيا، كان بـ يقول:
أنا حبّيبة لكن ولعة
اوعوا لـ روحكم من ناري
الاستلطاف واخداه صنعة
وحبي كله طياري
فـ كانت كل ما تطلع على مسرح، الجمهور يطلب منها "ولعة"، فـ بقى اسمها نعيمة ولعة.
ثم إنه الشئون المعنوية لـ القوات المسلحة استعانت بيها، وبقت نمرة واحد في حفلاتهم الترفيهية، وعملت مونولوجات في حب الظابط والطيار، فـ كسبت كمان نفوذ. النفوذ دا ساعدها كتير في مواجهة البلطجية خصوصا فؤاد، اللي كان بـ يرمي بلاه ع الفنانات، ثم إنه أخيرا قتل امتثال في حادثة مشهورة.
صيت نعيمة ونفوذها شجعوا صالح حسن على إنه يتقرب لها، واتجوزوا، وعملوا دويتو "صالح ونعيمة ولعة".
خلفوا بنت، ماتت. خلفوا بنت تانية، ماتت برضه. خلفوا ولد، مات. فـ صرفوا نظر عن الخلفة.
ثم في حفلة من حفلات القوات المسلحة سنة 1940، كانت في مرسى مطروح، فوجئت نعيمة مش بـ إنها حامل، لأ، إنها بـ تولد! وخلفوا بنت سموها سيدة.
بعد شوية، سيدة هـ تبقى زئردة صغيرة كدا، وبابا شارو يسميها تيتا، لـ إنه قبلها بـ كام سنة ظهر فيلم "تيتا وونج" اللي أنور السادات كان عايز يمثل فيه، فـ بقت البنوتة اسمها تيتا صالح.
كانت تيتا عندها 9 سنين، فـ أبوها صالح وأمها نعيمة اتطلقوا، نتيجة خلافات كتير، الأم كانت عايز البنت تتعلم وتبعد عن الفن، وكان معاها فلوس، خدتها وطلعت بيها على المنصورة، ودخلتها مدرسة أجنبية.
صالح استعان بـ سيدة اسمها لبيبة، وقدر من خلالها ياخد بنته ويرجع بيها القاهرة، فـ نعيمة قررت تروح بورسعيد تؤسس فرقة هناك، ومن خلال الفرقة دي تبنت فنانات كتير، أقربهم ليها نادية فهمي.
مساعدة الفنانين عموما كانت غية عند نعيمة، مثلا هي اللي استقبلت إسماعيل ياسين وهو جي من السويس، ووفرت له أول فرصة عمل عند يوسف عزالدين، وكمان كان عايش عندهم في البيت لـ حد ما لقوا له سكن.