بعد تهديد روسيا بخفض إمدادات الغاز.. خطط أوروبا لتفادى أزمة الشتاء
أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، طلب بروكسل من دول الاتحاد الأوروبي خفض استخدامها للغاز بنسبة 15 في المائة ووضع خطط طوارئ قبل الشتاء عندما تتوقع تعطلًا حادًا لإمدادات الغاز من روسيا.
وقالت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء، إن الخفض بنسبة 15 في المائة في استهلاك الغاز يجب أن يستمر بين الأول من أغسطس ونهاية شهر مارس المقبل، مقارنة بالمتوسط في نفس الفترة على مدى السنوات الخمس الماضية.
تخوفات أوروبية
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة تأتي في الوقت الذي أشار فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متحدثا في طهران، إلى أن الغاز سيبدأ في التدفق مرة أخرى عبر خط أنابيب مهم إلى أوروبا، ولكن بمعدل مخفض، كما أن خط الأنابيب، نورد ستريم 1، مازال مغلقًا للصيانة حتى يوم الخميس، وهو ما جعل أوروبا في حالة قلق شديد في انتظار معرفة ما إذا كانت روسيا ستستأنف تدفق الغاز عبر خط الأنابيب كما هو مخطط.
وقال بوتين مساء أمس الثلاثاء في تصريحات نقلتها وكالة أنباء انترفاكس "جازبروم تفي بالتزاماتها وقد أوفت بها دائما وتريد الاستمرار في الوفاء بها"، لكن ذلك يعتمد على ما إذا كان التوربين الحيوي الذي تم صيانته في كندا ولكن تم حظره بسبب العقوبات الغربية سيعاد إلى روسيا وإذا لم يصل، سيتم تقليل سعة إنتاجية نورد ستريم 1، وقال "عندها سيكون هناك 30 مليون متر مكعب فقط في اليوم".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الأربعاء، إن "التوربين في طريقه بالفعل للعودة، لذا لا توجد ذريعة لعدم توصيل الغاز".
وأوضحت الصحيفة أنه في حالة تدهور وضع إمدادات الغاز، طرحت المفوضية مقترحات من شأنها أن تسمح لها بإعلان "حالة تأهب من الاتحاد الأوروبي" والتي من شأنها أن تجعل قطع الغاز المقترحة ملزمة، فمن المتوقع أن تقدم عواصم الاتحاد الأوروبي تقارير عن التقدم المحرز نحو الهدف كل شهرين وأن تضع "خطط الطوارئ الوطنية" بحلول سبتمبر لإظهار كيفية تقليل استخدام الغاز.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يهدف إلى "حماية الإمدادات للأسر والمستخدمين الأساسيين مثل المستشفيات" والصناعات التي تعتبر بالغة الأهمية لسلاسل التوريد عبر الحدود، كما أوضحت الخطة أنه يجب على الدول الأعضاء إعطاء الأولوية لتحويل الوقود إلى مصادر الطاقة المتجددة أو الفحم أو النفط أو الطاقة النووية إذا لزم الأمر، واقترحت أن تفرض عواصم الاتحاد الأوروبي الحد من التدفئة والتبريد في المباني العامة.
وتعمل بروكسل على تأمين واردات غير روسية من الغاز لتعويض المزيد من التخفيضات من جانب موسكو، والتي وفرت حوالي 40 في المائة من غاز الاتحاد الأوروبي في عام 2021 وخفضت بالفعل شحنات الغاز إلى 12 دولة على الأقل في الاتحاد الأوروبي، حتى قبل بدء صيانة نورد ستريم 1، خفضت روسيا كمية الغاز التي كانت تضخها عبر خط الأنابيب بنسبة 60 في المائة، مشيرة إلى أسباب فنية مرتبطة بغياب التوربينات.