تقرير دولي: هرم زوسر ومعبد الكرنك من أعظم المعالم المرممة في العالم
أكد موقع "ليست فيرس" الدولي، أن لدى المجتمع الأثري آراء متضاربة عندما يتعلق الأمر بترميم وحماية الاكتشافات الأثرية القيمة، فالتحف التاريخية والهياكل القديمة حساسة بشكل لا يصدق، لا يمكن إعادة بنائها أبدًا بعد تعرضها للاضطراب ولا يمكن استبدالها أبدًا بعد فقدها.
وأوضح "ليست فيرس" أنه تم إجراء العديد من الترميمات الأثرية على مدار العقود القليلة الماضية، ومع ذلك، نظرًا للضرر اللامحدود الناجم عن عمليات الترميم الخاطئة والجاهلة التي أجريت في القرن الماضي، فإن علماء الآثار اليوم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على المواقع المهمة كما تم العثور عليها - واستعادتها بأقل قدر من التدخل - مما يمنحنا نظرة خاطفة على التاريخ.
هرم زوسر
وأضاف التقرير أن ترميم هرم زوسر ومعبد الكرنك يعد من أهم وأعظم 10 ترميمات في العالم، حيث يعتقد أن هرم زوسر أول هرم حجري في مصر، وأعيد افتتاح هرم زوسر للجمهور مؤخرًا بعد عملية ترميم دقيقة ومضنية استغرقت أكثر من 14 عامًا بتكلفة 6.6 مليون دولار لإكمالها.
وتابع أن الأساطير تقول أن المهندس المعماري إمحوتب خطط وأشرف على بناء الهيكل الذي يبلغ ارتفاعه 197 قدمًا (60 مترًا) منذ ما يقرب من 4700 عام - وهو أول مقبرة عمودية للفرعون زوسر، وعلى الرغم من أن الهرم يبدو وكأنه جبل حجري مضغوط من الخارج، إلا أن الداخل عبارة عن شبكة فارغة من الممرات يبلغ طولها أكثر من 3 أميال (4.8 كيلومترات) ، مجمعة بأكثر من 11.6 مليون قدم مكعب (328500 متر مكعب) من الحجر والطين.
وأضاف أن التصميم الداخلي المعقد هو الذي عرض سلامته الهيكلية للخطر مع مرور الوقت، كما أن أساسه قد دمر تقريبًا بسبب الزلزال الذي ضرب القاهرة في عام 1992 ، ومن أجل ضمان السلامة الهيكلية أثناء الترميم، تم تطوير الوسائد الهوائية من قبل المهندسين الإنشائيين، والتي وضعت في أكثر أقسام الهرم ضعفا، بالإضافة إلى ذلك، تم تمرير قضبان فولاذية من خلال خطواتها مثل حديد التسليح للمساعدة في الحفاظ على شكلها، وسمحت هذه الأساليب المتميزة لتحصينها لفرق الترميم بإصلاح الممرات والسقوف مع تقديم إطار جديد للإضاءة الداخلية، كما أضافوا أيضًا تحديثًا واحدًا أو اثنين لجعل الوصول إلى الهيكل أكثر سهولة للأشخاص ذوي الإعاقة.
معبد الكرنك
وأكد الموقع، أن أحد أكثر المواقع الأثرية أهمية في العالم هو معبد الكرنك الذي يقع على مساحة تزيد عن 247 فدانًا (1 كيلومتر مربع) وكانت تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في طيبة (الأقصر)، وبدأ البناء في الموقع منذ أكثر من 4 آلاف عام، واستمر بلا توقف حتى حاصر الرومان مصر واستولوا على الحكم منذ ما يقرب من 2000 عام.
وتابع أن ما يميز الكرنك عن مواقع المعابد الأخرى الموجودة في مصر هو مقدار الوقت الذي كان فيه قيد الاستخدام، حيث تشير الأدلة إلى مساهمة ثلاثين فرعونًا على الأقل في بناءه وتطويره، مما يجعله بهذا الحجم والتطور والتنوع الذي لا يمكن العثور عليه في أي مكان آخر.
وأضاف أنه على مدار المائة عام الماضية، وبسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالاضافة إلى التدهور الكيميائي المرتبط مباشرة بالري الزراعي في المنطقة، خلق العديد من مخاوف الحفظ الجديدة، ونظرًا لأن معظم واجهات المباني والأسطح الأخرى تحتوي على نقوش هيروغليفية ونقوش بارزة ، فإن هذا التدهور تسبب في أضرار جسيمة للأدلة التاريخية.
وأشار إلى أنه تم استخدام التقنيات، لترميم العديد من المعابد والأعمدة والممرات والتماثيل في الموقع على مدار العقود القليلة الماضية، ومن أبرزها ترميم معبد الأقصر ومحكمة آمون رع، والكنائس الصغيرة في معبد خونسو، والترميم الجاري لتماثيل الكبش الـ29 في الفناء الأول.