تقرير أمريكى: مصر قوة مركزية بسوق الطاقة وأسرع خيار لتوصيل الغاز لأوروبا
قال "معهد الشرق الأوسط"، وهو منظمة غير ربحية ومقرها في واشنطن، إن مصر قوة شرق متوسطية في عصر تحول الطاقة، حيث فاقت القاهرة على كل الدول المنافسة وباتت مركزًا لتصدير الغاز، مشيرًا إلى أن مصر بذلت جهودًا مكثفة من أجل أن تصبح مركزًا لتصدير الطاقة والغاز.
وسلط المعهد الضوء على الاتفاقية التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع مصر وإسرائيل في يونيو الماضي، لتوسيع صادرات من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر مصر، كما اتفق الاتحاد الأوروبي مع القاهرة على زيادة التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين، وكفاءة الطاقة، وتطوير موصلات الكهرباء عبر البحر الأبيض المتوسط.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الاتفاقية بأنها خطوة كبيرة إلى الأمام "لكي تصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة".
ووفقًا للمعهد الأمريكي، فإن ظهور مصر كمركز للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط لم يبدأ بهذه الاتفاقات، حيث كانت اتفاقية الاتحاد الاوروبي تتويجًا لسنوات من الجهود المدروسة التي بذلتها مصر للوصول إلى هذا الموقف.
ظهور حقول الغاز الطبيعي
وفقًا للمعهد، تحولت خريطة الغاز الطبيعي في مصر انطلاقًا من عام 2015، عندما اكتشفت شركة النفط الإيطالية إيني حقل "ظهر"، وهو حقل غاز طبيعي بحري في المنطقة الاقتصادية المصرية الخالصة "EEZ"، ويُعتبر حقل ظهر أكبر حقل في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ، ويقدر بأنه يحتوي على 850 مليار متر مكعب من الغاز، وبحلول عام 2018، أصبحت البلاد مصدرًا صافيًا للغاز.
وتابع المعهد: ومنذ ذلك الوقت تغيرت قواعد اللعبة بالنسبة للبلدان الإقليمية الأخرى التي اكتشفت الغاز في مناطقها الاقتصادية الخالصة، ومع عدم وجود بنية تحتية خاصة بها لتصدير الغاز، بدأت دول مثل إسرائيل وجمهورية قبرص في التفكير في استخدام مرافق تسييل السواحل المصرية والبنية التحتية لخطوط الأنابيب لشحن كمياتها إلى الخارج كغاز طبيعي مسال (LNG).
وكانت مصر قد أنشأت بنية تحتية لتسييل الغاز الطبيعي المسال منذ ما يقرب من عقدين من الزمن تحسبًا لصادراتها طويلة الأجل؛ ولكن عندما انخفضت الأحجام، ظلت هذه المرافق غير مستخدمة إلى حد كبير لسنوات.
وأشار المعهد الأمريكي، إلى أن القاهرة رأت في ذلك فرصة لتصبح مركزًا للغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، ووقعت اتفاقية ثنائية في عام 2019 لاستيراد 85 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي على مدى 15 عامًا عبر خط أنابيب، تم بناؤه في عام 2008، كان مخصصًا في الأصل مصر لتصدير الغاز إلى إسرائيل، يمكن لمصر استخدام الغاز محليًا أو إعادة تصديره من أجل الربح.
وأوضح المعهد الامريكي أن القاهرة تفوقت على المنافسين الآخرين في قيادة دور المحور الإقليمي، من خلال الاستفادة من خطوط التصدع الجيوسياسية، وأسست منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، حيث يهدف المنتدى إلى خلق سوق إقليمية للغاز، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية.
الحرب الروسية في أوكرانيا
ووفقًا للمعهد الأمريكي، برز الدور المصري في مجال الغاز بشكل كبير جدًا مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ومع محاولة الاتحاد الأوروبي تقليل اعتماده على الغاز الروسي، حيث برزت منطقة شرق البحر المتوسط كمورد بديل، وكان المركز المصري في وضع أفضل لتوفير الصادرات قصيرة الأجل التي تسعى إليها أوروبا.
وتابع التقرير الأمريكي أن قدرة مصر على زيادة قدرات تصدير الغاز الطبيعي المسال في محطتي تسييل إدكو ودمياط، بالإضافة إلى توسيع الواردات من إسرائيل، توفر أسرع خيار متاح لتوصيل الغاز الإقليمي إلى أوروبا، لا سيما أن معظم البنية التحتية المطلوبة موجودة بالفعل.
وأكد المعهد الأمريكي أن مصر يبدو أنها قد فازت بالسباق لتصبح مركز الغاز في شرق البحر المتوسط على المدى القصير.