درجات حرارة قياسية فى فرنسا وبريطانيا.. والحرائق تتواصل جنوب غرب أوروبا
تترقب بريطانيا وفرنسا الإثنين درجات حرارة قياسية فيما تهيمن موجة الحر على جنوب غرب أوروبا، وتحصد حرائق الغابات مزيدا من المساحات الحرجية.
وحذر خبراء الأرصاد في بريطانيا من حدوث بلبلة في بلد غير مجهز لظواهر مناخية قاسية، تقول السلطات إنها تعرض حياة الناس للخطر.
ومن المتوقع أن تسجل لندن 38 درجة مئوية، لتقترب من المستوى القياسي البالغ 38,7 درجات، ويمكن ان تتجاوز 40 درجة للمرة الأولى الثلاثاء، على ما حذرت الأرصاد.
ويلقي العلماء باللائمة في ذلك على التغير المناخي ويتوقعون ظواهر مناخية قاسية أكثر تواترا وشدة.
على الجانب الآخر من المانش في جنوب غرب فرنسا لم يتمكن عناصر الإطفاء من احتواء حريقين كبيرين تسببا بدمار هائل.
وعلى مدى ستة أيام، واجهت جيوش من عناصر الإطفاء وأسطول من طائرات الإطفاء صعوبة في إخماد حرائق.
وحذرت مراكز الأرصاد 15 منطقة فرنسية من خطورة ارتفاع درجات الحرارة، بما فيها منطقة بريتاني (غرب) حيث تتوقع مدينة بريست الساحلية المطلة على الأطلسي أن تسجل الحرارة 40 درجة مئوية الإثنين، أي أعلى بمرتين عن معدلاتها العادية في يوليو.
بحلول الساعات الأولى من فترة بعد الظهر كانت بريست قد تخطت درجة الحرارة القياسية المسجلة في 1949 والبالغة 35,2 درجة مئوية.
وموجة الحر التي تمتد شمالا هي الثانية التي تجتاح مناطق في جنوب غرب أوروبا في غضون أسابيع.
أتت الحرائق المشتعلة في فرنسا واليونان والبرتغال وإسبانيا على آلاف الهكتارات من الأراضي وأرغمت آلاف الاهالي والسياح على الفرار من أماكن سكنهم.
في غابة لاند الواقعة في منطقة الأكيتان بجنوب غرب فرنسا، توقع خبير الأرصاد أوليفييه بروست أن "تتجاوز الحرارة 42 درجة مئوية" الإثنين.
وإلى الشمال في منطقة جيروند يواصل عناصر الإطفاء جهود إخماد حريق غابات أتى على نحو 14 ألف هكتار (35 ألف فدان) منذ الثلاثاء الماضي.
وكانت النيران لا تزال تشتعل في منطقة يبلغ طولها تسعة كيلومترات وعرضها ثمانية كيلومترات، قرب كثبان بيلات الرملية الأكثر ارتفاعا في أوروبا، محولة هذه المنطقة الخلابة المعروفة بمواقع التخييم والشواطئ البكر إلى مساحات متفحمة.
وتقوم السلطات بإجلاء 8000 شخص آخرين قرب الكثبان الإثنين، في وقت تسبب تغيير مسار الرياح في انتشار دخان أسود كثيف فوق مناطق سكنية.
وقال المتحدث باسم الإطفاء أرنو ميندوس لوكالة فرانس برس، إن "الدخان سام" مضيفا بأن "حماية السكان مسألة تتعلق بالصحة العامة".
وقد أُرغم 16 ألف شخص من السياح والأهالي، على مغادرة أماكن إقامتهم ومنازلهم، فيما لجأ العديد منهم إلى مراكز إيواء موقتة.
وقال خبير الأرصاد فرنسوا غوراد لوكالة فرانس برس، إنه في "بعض المناطق الجنوبية الغربية، سيكون الحر أشبه بالجحيم".
في إسبانيا لا يزال حوالى 29 حريقًا مستعرة وخارج السيطرة في مناطق مختلفة من البلاد من الجنوب وصولا إلى غاليثيا في أقصى الشمال الغربي، حيث دمرت الحرائق نحو 4500 هكتار من الاراضي.
وقضى إطفائي الأحد في حريق في لوساثيو في شمال غرب إسبانيا، فيما توفي آخر متأثرا بحروق أصيب بها في مقاطعة ثامورا في شمال غرب إسبانيا أيضا.
في البرتغال، تستمر حالة إنذار من حرائق الغابات، رغم تسجيل انخفاض طفيف في الحرارة التي بلغت الخميس الماضي 47 درجة مئوية، وهو مستوى قياسي لشهر يوليو.
أودت الحرائق بشخصين، وتسببت في إصابة نحو 60 بجروح، ودمرت ما بين 12 ألفا و15 ألف هكتار من الأراضي في البرتغال.
في بريطانيا، تعرضت الحكومة الغارقة في أزمات كان آخرها استقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون، لمزيد من الانتقادات لفشلها في التعامل مع الوضع بجدية كافية.
وقالت المسئولة التنفيذية في كلية المسعفين تريسي نيكولز لوكالة فرانس برس، هذه حرارة خطرة يمكن في نهاية المطاف أن تتسبب بوفيات لأنها بغاية الشراسة.
وقالت كارينا لوفورد (56 عاما) لوكالة فرانس برس، بينما كانت تتنزه في تانكرتون في الساحل الشمالي بكينت "الوضع مخيف بعض الشيء"، مشيرة إلى أن الحرارة تذكرها بأستراليا حيث تعيش.
وقال بول ديفيز كبير خبراء الأرصاد في بريطانيا، إن موجة الحر "تتماشى تماما مع تغير المناخ" واضاف لسكاي نيوز، إن "قسوة" موجة الحر "مفاجئة" لكنها قد تصبح أكثر توترا "بنهاية القرن".
وقالت الشبكة المسئولة عن البنية التحتية للسكك الحديد، إن الخط المتجه من محطة كينغز كروس في لندن إلى يورك وليدز سيُغلق بين الساعة 11,00 ت غ و19,00 ت غ الثلاثاء.
لكن البعض في بريطانيا مثل السباك ديف وليامز البالغ 64 عاما، انتقدوا التغطية الإخبارية المتواصلة لموجة الحر.
وقال لتلفزيون فرانس برس، "كفى مبالغة.. يتحدثون عنها وكأننا لم نشهد صيفا من قبل".
من بين الأشخاص الذين كانوا يقصدون الشاطئ موظف البنك أبوبكر، الذي كانت له وجهة نظر أخرى.
وقال مستلقيا على شاطئ برايتون، "أنا من السودان.. ودرجات حرارة من 40 و45 أمر عادي".