مرشدون وقتلة.. الإرهابى «٥»
«إذا رأيت إخوانيًا فبادره بالقلم على وجهه، فإذا لم تكن تعرف السبب فهو أكيد يعرف»، الجملة السابقة ما هى إلا تحريف مقتبس من مقولة الأديب الكبير «أنيس منصور» كتبها فى أحد مقالاته، ولكنه كتبها مداعبًا المرأة، غير أنى أرى أن الإخوانى هو الأولى بالصفع، فى أى وقت ودون سبب.
فخلال 90 عامًا تقريبًا على وجود جماعة الإخوان الإرهابية فى المجتمع توالى 8 مرشدين للجماعة على قياداتها، يوصف بعضهم بالعقلانى الذى يتخذ من الدعوة والابتعاد عن العنف منهجًا، ويضربون فى ذلك المثل بالمرشد الثالث «عمر التلمسانى» والذى اغتيل خلال فترة قيادته للجماعة وزير الأوقاف الشيخ «الذهبى» ثم اغتيل الرئيس السادات نفسه، وبين الحدثين عشرات الحوادث ما بين الإرهاب والفتنة وإشعال المجتمع بالصراعات، ورغم ذلك يصف البعض التلمسانى بمجدد شباب الجماعة ومحول دفتها إلى الدعوة والإصلاح، فإذا وصلنا عند المرشد الخامس للجماعة «مصطفى مشهور» فيوصف بباعث الحياة للنظام الخاص والتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية.
ولمن لا يعرف مصطلح «النظام الخاص»، فهو التنظيم المسلح للجماعة، والذى أسسه حسن البنا، وتولى تنفيذ العمليات الإرهابية ضد الأبرياء من المصريين، ممن اعتبرتهم الجماعة عقبة فى طريقه..
بدأ مرشد جماعة الإخوان الخامس حياته إرهابيًا قضى ثلاث سنوات فى السجن كمتهم رئيسى فى قضية السيارة الجيب الشهيرة عام 1948 ليعاد اعتقاله مرة أخرى فى يونيه 1954 ثم اعتقل مرة ثانية فى مرسى مطروح من مقر عمله، ونقل إلى السجن الحربى عام 1955، ثم عرض على محكمة الثورة، لتحكم عليه بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة، ثم نُقل إلى سجن «ليمان طرة» ثم نُقل إلى معتقل «الواحات» وخرج من المعتقل عام 1964، واعتقل مرة ثالثة عام 1965، وتم الإفراج عنه بعفو رئاسى عام1971، ثم يهرب من مصر عام 1981 عقب اغتيال الرئيس السادات ويتنقل فى عدة دول عربية، ثم يستقر فى ألمانيا لينطلق منها فى تأسيس ما يعرف بـ«التنظيم الدولى للإخوان» وكانت له الكلمة العليا فى التخطيط للجماعة، ورسم خطها السياسى طوال الثمانينيات خلال تولى المرشد الرابع «حامد أبوالنصر»، فكانت عودته لمصر إحدى الصفقات التى استغلتها الجماعة فى تنفيذ خطة التمكين، من خلال الاستحواذ على النقابات والجمعيات الخيرية وهيئات تدريس الجامعات، بما يعرف بمرحلة التأسيس الثانى للجماعة وبداية سيطرة جماعة القطبيين عليها، وحصل «مصطفى مشهور» على بيعة أعضاء مكتب الإرشاد كمرشد لهم سرًا فى حياة المرشد «حامد أبوالنصر» وتم إعلان البيعة بعد وفاته مباشرة.
وكان قد خطط وأشرف على تحالفات الإخوان مع الأحزاب السياسية التى دخلتها الجماعة مع حزبى الوفد والعمل فى انتخابات 1984 و1987، وهو أيضًا صاحب شعار «الإسلام هو الحل» كشعار انتخابى خلط بين الدين والسياسة فتحول إلى خداع استراتيجى للجماعة، استمرت فى استغلاله حتى تمكنوا بالفعل من الوصول للحكم فى 2012.
وهكذا نتأكد أنه لا يوجد إخوانى معتدل وإخوانى متطرف، ولا يوجد مرشد إصلاحى وآخر إرهابى فكلهم إرهابيون، وإن تعددت الأسماء وتغيرت الوجوه.