الاختبار الأول.. كيف تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي "لابيد" مع صواريخ غزة؟
افتتح رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد خطابه اليوم الأحد في الكنيست بالحديث عن الشرطي باراك مشولام الذي دُهس وتوفى أمس، وقال "لابيد" تم إلقاء القبض على مقترف عملية الدهس من قبل رجال الأمن. شرطيونا يعرضون حياتهم للخطر يوميًا حتى يوفروا الحماية لنا جميعًا.
ثم تطرق "لابيد" إلى أحداث الأمس حيث تم إطلاق أربعة صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، وقال "جاء الرد بنفس الليلة حيث هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافًا في غزة على جولتين وبقوة لم يكن الطرف الآخر على استعداد لمواجهتها". وأضاف "السياسة الحكومية هذه لم تتغير. سيأتي الرد سريعًا وبكل القوة ودون تردد بحال أٌطلق باتجاهنا أي بالون حارق أو أي مقذوف. وأهنئ الجيش الإسرائيلي على تنفيذ المهمة بقوة وبدقة".
صواريخ غزة أمس تعتبر الاختبار الأمني الأول الذي يواجه "لابيد" منذ توليه منصب رئيس الوزراء لحكومة تصريف الأعمال.. فهل نجح في الاختبار؟
الهجوم والرد
في منتصف ليل أمس أطلقت صفارات الإنذار في مدينة أشكلون وبلدات أخرى في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة للتحذير من إطلاق صواريخ. وقال الجيش الإسرائيلي بيان إن القبة الحديدية اعترضت احد الصواريخ، موضحا أن ثلاثة منها سقطت في مناطق مفتوحة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على تويتر أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت “موقعا عسكريا” لحماس يضم "منشأة لإنتاج وسائل قتالية"، وأوضح أن الموقع المستهدف يضم ورشة انتاج تحت أرضية لمواد خام لإنتاج قذائف صاروخية”، واصفا إياه بأنه “من المواقع الكبرى والمهمة” في القطاع على صعيد إنتاج مواد خام صاروخية.
وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن طائرات إسرائيلية قصفت "محيط منتجع سياحي بمنطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره كلياً واشتعال النيران فيه"، كذلك أشارت الوكالة إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت أيضا موقعا "آخر في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة".
ليس واضحاً من يقف خلف إطلاق الصواريخ، ولكن بحسب التقديرات الأمنية الأخيرة، فإن حماس غير معنية بالتصعيد، ومن المرجح أن تكون فصائل أخرى هي التي تقف خلف الهجوم، لكن بالنسبة إلى إسرائيل فإن حماس تتحمل مسؤولية أي صواريخ تنطلق من غزة.
الرد الاقتصادي
وعشية وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، أعلنت حكومة لابيد زيادة التصاريح التي تخوّل سكّان قطاع غزة العمل في أراضيها. وأعلن بايدن عن تقديم مساعدات بقيمة مئة مليون دولار لشبكة المستشفيات في القدس الشرقية. ومساء أمس، أعلنت اسرائيل تعليق زيادة عدد تصاريح الدخول لأراضيها الممنوحة لفلسطينيي قطاع غزة، الأمر الذي كانت أشارت إليه في وقت سابق هذا الاسبوع.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صرحت إنها تعتزم منح 1500 تصريح عمل إضافي لسكان القطاع، بحيث يزيد عددها اليومي من 14 الفا إلى 15500 تصريح، لكن وحدة وزارة الدفاع الإسرائيلية المكلفة تنسيق الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) قالت في بيان إن “وزير الدفاع بيني غانتس قرر تعليق الزيادة (…) ردا على إطلاق الصواريخ”.
وبعد ذلك، تم إجراء تقييم أمني بمشاركة وزير الأمن بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، والمدير العام لوزارة الأمن أمير إيشيل، ومنسق عمليات الحكومة الأمنية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان.
سياسة “لابيد”
رد فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد اتسم بالسرعة والدقة، إذ شنت القوات الإسرائيلية هجمات مساء يوم الهجوم، وتم تفعيل الرد الاقتصادي أيضاً في اليوم التالي، وهي السياسة التي تتشابه إلى حد التطابق مع سياسة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أثناء مواقف مشابهة، والتي بدورها تتشابه مع سياسة رئيس الوزراء الإسبق بنيامين نتنياهو، ولكن مع فارق الرد الاقتصادي الذي لم يكن نتنياهو يفعله بشكل قوي وفعال بسرعة.