فورين بوليسى: الشرق الأوسط جزء حيوى لمصالح الأمن القومى الأمريكى
شددت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية على أهمية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة للسعودية، في إطار جولته في الشرق الأوسط والتي بدأها بزيارة إسرائيل وفلسطين، لينطلق بعدها لزيارة المملكة، ثم عقد قمة مع قادة مجلس التعاون الخليجي بحضور قادة مصر والأردن والعراق.
وقالت المجلة في تقرير أعده فراس مقصد الأستاذ في كلية إليوت للشئون الدولية بجامعة جورج واشنطن والباحث بمعهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، أن زيارة بايدن إلى السعودية سوف تعود بالنفع على الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الزيارة مليئة بـ"العوائد والمكاسب الملموسة" التي قد يجنيها الرئيس الأمريكي؛ بالنظر إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، ومواردها الطبيعية الوفيرة، وتأثيرها ونفوذها بين الدول العربية.
ولفتت إلى أن المسعى الجديد في سياسة بايدن بالاتجاه نحو بناء علاقات أعمق مع دول الشرق الأوسط يأتي من منطلق إدراكه بأهمية المنطقة جغرافيًا ودورها في ضمان الاستقرار العالمي، وإيمانه بأن المنطقة تظل جزءًا حيويًا لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.
وتابعت أنه بالرغم من أن رحلة بايدن إلى السعودية، بشكل خاص، قد لا ينتج عنها خفض في أسعار الغاز، التي ارتفعت في أعقاب العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا، إلا أنها من المؤكد أن تدعم مكانة واشنطن العالمية، لا سيما بعد أن أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى زيادة المنافسة بين القوى العظمى.
وأوضحت أن تطورات حرب أوكرانيا وحرب الطاقة وتعثر مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني وغيرها من الملفات المفتوحة في الشرق الأوسط، دفعت إدارة بايدن إلى تغيير استراتيجيتها، والسعي بشكل حثيث نحو شراكة استراتيجية أقوى مع دول المنطقة، خاصة الخليج والسعودية، لدورها في كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط وكذلك كبح تأثير الصين العالمي.
وتابعت يمكن للمملكة العربية السعودية الاستفادة من العائدات الكبيرة التي حققتها من بيع النفط إلى الصين لمساعدة بايدن ومجموعة الدول السبع الكبرى في جهودهم لمواجهة النفوذ الاقتصادي للصين في أماكن أخرى، سواء في إفريقيا أو آسيا الوسطى أو المحيطين الهندي والهادئ.
كما أشارت المجلة إلى دور الاستثمارات الخليجية واسعة النطاق في مشاريع التنمية والبنية التحتية في منافسة جهود الصين في الهيمنة العالمية من خلال مبادرة الحزام والطريق.
وأضافت "زعماء الخليج الذين يجتمعون مع بايدن في جدة لديهم النفوذ والأموال ويمتلكون الحرية في نشرها في الخارج، ويمكنهم أيضًا مساعدة الإدارة الأمريكية في الحفاظ على الاستقرار من خلال تقديم مساعدات إنسانية سريعة واستثمارات منتجة في الدول التي تعاني من التضخم و ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي".