دبلوماسى أمريكى سابق: زيارة بايدن للمنطقة تعكس دور مصر فى مواجهة الأزمات العالمية
قال آر كلارك كوبر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق الباحث بالمجلس الأطلسي الضابط السابق بالاستخبارات الأمريكية، إن الزيارة التي بدأها اليوم الرئيس جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط- وتشمل إسرائيل والضفة الغربية والسعودية، وتتخللها قمة دول مجلس التعاون الخليجي، مصر والأردن والعراق، فضلًا عن قمة افتراضية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والهند تعكس أهمية دور وثقل دول المنطقة، وعلى رأسها مصر، المؤثر في مواجهة التداعيات العالمية للحرب الروسية- الأوكرانية.
دور مصر في تأمين إمدادات الغاز إلى أوروبا
وأوضح كوبر، في تقرير نشره معهد "المجلس الأطلسي" الأمريكي، أن جولة بايدن في الشرق الأوسط تأتي "كتذكير بأهمية مساهمة مصر وإسرائيل في الرد العالمي على حرب أوكرانيا من خلال مساعدة أوروبا على التخلص من الغاز الروسي"، مضيفا أن الزيارة "تفتح بابا للولايات المتحدة للعمل مع كبار منتجي النفط في المنطقة العربية لمواجهة دبلوماسية الطاقة القسرية التي تفرضها روسيا".
وبيًن الدبلوماسي الأمريكي المخضرم أن تعزيز أهداف أمن الطاقة والأمن الغذائي للولايات المتحدة، وحشد الدعم لشركاء الشرق الأوسط لمبادرات مهمة بشأن مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك تغير المناخ وندرة المياه، فضلا عن ردع التهديدات من إيران والضمان العالمي للطاقة، يعد من أهم الملفات المطروحة خلال الزيارة، خاصة في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية وما نجم عنها من بعض المتغيرات بشأن ارتفاع أسعار النفط والغاز.
دور مصر الريادي في تعزيز قضايا المناخ
وأشار في هذا الصدد إلى دور مصر الريادي في التعامل مع قضايا المناخ، لا سيما مع استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لعام 2022 "كوب 27" المقرر انعقاده في شرم الشيخ في نوفمبر من هذا العام، وأهمية هذا الحدث في المساهمة في تعزيز التكيُف مع تغير المناخ وتخفيف تداعياته السلبية بشكل فعال.
وتابع: "نظرًا لثقل المنطقة في أسواق الطاقة العالمية، سيتلقى الرئيس بايدن بعض النصائح العملية حول التكيف مع المناخ وتنويع الطاقة فيما يتعلق بقضايا الاستقرار الأوسع المتمثلة في انعدام الأمن الغذائي وندرة المياه والهجرة الجماعية".
وواصل "إنهم- دول مجلس التعاون الخليجي + 3 (مصر والأردن والعراق)- يديرون بالفعل قضايا المناخ إلى جانب جهودهم في الحد من الانبعاثات الكربونية، وإعادة استخدام المياه وتحلية المياه، ويوفرون فرصا مجدية اقتصاديًا لمعالجة ظروف عدم الاستقرار.. ومن المرجح أن يتم تسليط الضوء على مثل هذه الجهود لارتباطها بالاحتياجات المائية المتزايدة باستمرار في الولايات المتحدة".
ويرى "كوبر" أن زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط يجب أن يُنظر إليها على أنها جزء من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي هزتها الحرب في أوكرانيا، من خلال إعادة التواصل مع كبار مصدري النفط العرب، حيث أعادت العملية العسكرية في أوكرانيا ترتيب أولويات الولايات المتحدة الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط الغني بالنفط.
مواجهة الخطر الإيراني والنفوذ الصيني
ودعا الدبلوماسي السابق الإدارة الأمريكية إلى ضرورة التعاون والاستفادة من الإمكانات المتاحة في منطقة الشرق الأوسط في مواجهة التهديدات الإقليمية مع اعتراف أوروبا بالأهمية الاستراتيجية الخليجية المتزايدة، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تعزيز العلاقات المتصاعد بين الخليج وإسرائيل في مواجهة الخطر الإيراني.
وشدد كوبر أيضا على أهمية العلاقات الأمريكية مع دول الشرق الأوسط في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وإعادة تأكيد التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والالتزام بحرمان إيران من القدرة النووية، ومواجهة النفوذ الروسي والصيني.