حكايات محمود رضا عن تدريس الرقص الشرقي المصري حول العالم
كانت أول تجربة للفنان الاستعراضي محمود رضا لتعليم الرقص الشرقي للأجانب عام 1979، عندما عرض على الراقصة "دليلة" أمريكية الجنسية من أصل إسباني السفر إلى الولايات المتحدة لإعطاء بعض الدروس للأمريكيات على أن تتولى هي وزوجها جميع نفقات السفر والإقامة والتنقلات ووافق على الفور وسافر إلى أمريكا.
حكى محمود رضا في حواره لجريدة “العربي” 2001، أنه كان يعطي الدروس أيام السبت والأحد لمدة خمس ساعات متواصلة، وكان متوسط عدد الدارسين ومعظمهم سيدات تراوح عددهن ما بين مائة وخمسين ومائتين وأربعين سيدة، يدرسن الرقص الشرقي والشعبي المصري.
وفي أوقات الراحة نهاية كل درس، كان يتناقش محمود رضا مع السيدات عن الرقص وأصله وتاريخه، وكانوا يحرصون على ارتداء زي الرقص الشرقي الكامل مع الطرحة، والصاجات وكل الإكسسوارات اللازمة للرقص، ولكل واحدة منهن اسم فني شرقي مثل "شهر زاد" و"ليلى" و"تحية" و"ياسمين" وغيرها، قال "رضا": "كانت هذه الرحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية هي بداية علاقتي مع تدريس الرقص الشرقي المصري حول العالم".
استغرقت رحلة محمود رضا لتدريس الرقص الشرقي في الولايات المتحدة الأمريكية شهرين، وانتهت بعد رحلاته للتدريس هناك بعد عشر سنوات، حيث عُين في عام 1982 وكيلاً لوزارة الثقافة، فانشغل بها عن التدريس خارج مصر إلى أن التقى بسيدة أمريكية تدعى "تامبرا" في مكتبه بمسرح البالون، وتذكر أنها هي التي نظمت الدروس في "دلاس" ضمن رحلة لأمريكا، وعرضت عليه أن يكرر التجربة على أن تنظمها هي هذه المرة، فوافق وبدأت في معاودة تقديم الدروس مرة كل عام.
درس محمود رضا الرقص الشرقي باللغة الإنجليزية التي يفهما معظم الناس، وحدثت بعض المفارقات لسوء فهم النتائج عن اختلاف اللغة، ففي إحدى الدروس في ألمانيا، كان يتحدث الإنجليزية وشرح للدارسات أنه يجب عليهن من وقت لآخر تغيير أماكنهن في صالة التدريب لكي تتاح الفرصة للجميع التواجد في الصفوف الأمامية، وفعلا غير بعضهن الأماكن كما طلب، إلا واحدة لم تغير مكانها، فكرر الطلب عدة مرات باللغة الإنجليزية، ووجها إليه سؤالها، فوافقت، لكنها لم تغير مكانها، وفي نهاية الدرس علم أناه لا تعرف اللغة الإنجليزية ولم تفهم ما قاله، ولكنها كانت تهز رأسها بالإيجاب مثل البقية.
وشرح محمود رضا أنه واجه في بداية تأسيس فرقة رضا أزمة بسبب المستوى الثقافي والاجتماعي، وتغلب عليها باختيار راقصات وراقصين من طلبة المدارس والجامعات.
ولفت إلى أنه لم يواجه هذه الأزمة في الخارج، إذ كانت محترفات الرقص الشرقي إما خريجوا جامعات أو حاصلات على درجة ماجستير أو دكتورة في موضوعات مختلفة، وكانت إحداهن تحضر رسالة ماجستير موضوعها “زفة العروسة” لكي تحصل عليها من جامعة كاليفورنيا، كما صادف شخصيات وصفها بأنها غاية في “الأهمية الاجتماعية”، ومع ذلك تمارس الرقص الشرقي كهواية أو تشترك في العروض الراقصة التي تقدمها فرق الهواة في المناسبات المختلفة.
وأشار إلى أحد الشخصيات كانت تشغل منصب "النائب العام" في إحدى الولايات الأمريكية، وتحضر دروس الرقص معه، وتشارك في الرقص ضمن فرقة هواة تقدم عروضها على المسرح.