ابنة يحيي حقي: والدي المصري الوحيد الذي التقى بالمناضل «كيرة»
يعد الأديب المصري يحيى حقي هو الوحيد الذى التقى بالمناضل المصرى أحمد عبد الحي كيرة، وكان وقتها يعمل موظفًا بالقنصلية المصرية في اسطنبول عام 1930، وذلك بعد أن أنجح قيادات الجهاز السري للثورة فى تهريبه إلى خارج مصر بجواز سفر من ليبيا ومنها إلى تركيا.
وعلى مدار 4 سنوات.. التقى يحيى حقي بـ “كيرة” أكثر من مرة، وهو ما تناوله في مقالاته “حقي” في بعض مقالاته؛ قائلاً: “بعبع الإنجليز يبحثون عنه بعد أن فتلوا له حبل المشنقة، كنت لا ألقاه إلا صدفة، وألح عليه أن نأكل معا فيعتذر قائلا: ”قريباً إن شاء الله، وظل هذا حالي معه أربع سنوات كلما ادعوه يعتذر بأدب، وقد رأيت فيه المثل الفذ للرجل الشريد، كانت ملابسه تدل على مقاومة عنيدة للفاقة وغلبت صفرته التحتانية على لونه الأصفر، يمشي على عجل ويحذر كأنه يحاول أن يفلت من جاسوس يتبعه، ويخلو كلامه من أي عاطفة، فلا تدري إن كان متعبًا أو غير متعب.. جيبه نظيف أم دافئ، معدته خاوية أم عامرة؟”.
وكتب “حقى” أيضا: “حاولت أن أعرف أين يسكن فلم أنجح وقيل لي أنه يسكن في ثلاث شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين، إنه يعلم أن المخابرات البريطانية لن تكف عن طلبه حتى لو فر إلى أقصى الأرض، أنها لا تنسى ثأرها البائت”.
نهى حقي: والدي أعجب بشخصيته و"كيرة" كان مرعوباً من قتله.. وقتل بالفعل
قالت نهى يحيي حقي، إن والدها الأديب يحيي حقى تحدث عنه لها كإنسان وأنه مهندما جداً عندما التقاه فى تركيا وأنه شخصية مهذبة والناس تحبه، وأنه له جانب إنساني رغم أنه مناضل وثوري.
نهى حقي أضافت فى تصريحات لـ“الدستور”، أن والدها أكد لها أن “كيرة” وقتها كان مرعوباً من قتله وقتل بالفعل على يد الإنجليز، وكان يحيي حقى سعيداً منه كونه إنسانا رغم ثوريته وأن شخصيته تماماً فى تركيا وأنه كان لديه حسن الحوار.
استمر"كيرة" في هروبه، وبعد توقيع معاهدة 1936، سافر إلى تركيا، وتم خداعه من قِبل عملاء الإنجليز في مصر.
ويُذكر أن 3 ضباط بالقلم السياسي هم "جريفز، ماركو، إسكندر بورجوزافو"، نجحوا في استدراجه إلى إحدى ضواحي اسطنبول واغتالوه ثم مثلوا بجثته وعادوا إلى مصر بعد أن قاموا بقتله، حتى عُلم بأمر مقتل "كيرة" وكُشف عن هويته.