"بايدن" يدفع لتشكيل منظومة دفاع جوى إقليمى.. ما أهميتها؟ وبماذا تساهم إسرائيل؟
تبدأ زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والسعودية غدًا ولمدة ثلاثة أيام، وتتضمن الزيارة تطورات مثيرة للاهتمام في العلاقات الأمنية بين إسرائيل ودول المنطقة.. ففي الاتصالات بين واشنطن وتل أبيب، طُرحت الحاجة إلى بلورة منظومة دفاعية جوية إقليمية تساعد دول المنطقة على مواجهة التهديد المتنامي من إيران- صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار (مسيّرات)، ومن المقرر أن تظهر تفاصيل تلك المنظومة في الزيارة المرتقبة.
ما أهمية المنظومة؟
المنظومة الدفاعية الإقليمية الجوية ظهرت أهميتها بعد عشرات الهجمات الإيرانية بالمسيّرات على مواقع النفط وبنى تحتية في السعودية والإمارات، كانت ذروتها في الهجوم الذي تسبب بالكثير من الأضرار والإصابات، والذي استهدف مجمع شركة النفط السعودية أرامكو في سبتمبر 2019، ومنذ ذلك الحين، انشغلت دول المنطقة بتحسين منظوماتها الدفاعية في مواجهة هجمات مشابهة، إذ أصبحت المسيرات الإيرانية تهديدًا قائمًا بالفعل ومن غير الواضح متى سينتهي.
إسرائيل، من جانبها، تواجه تهديدات مشابهة، إذ إنه في العامين الأخيرين تحدثت التقارير أكثر من مرة عن محاولات إيرانية لإطلاق مسيّرات هجومية بواسطة ميليشيات شيعية من على بُعد مئات الكيلومترات في اتجاه إسرائيل، مرتان على الأقل جرى اعتراض هذه المسيّرات. في إحدى المرات، قامت بذلك طائرة حربية أمريكية، وفي مرة أُخرى، قامت إسرائيل بعملية الاعتراض.
الوضع السابق، خلق حاجة إسرائيلية عربية مشتركة لهذه المنظومة الجوية الدفاعية، أساسها هو التهديدات المشتركة والرغبة في إنشاء حلف إقليمي يتعاون في مواجهة عدو مشترك.
الخطوة السابقة ومشاركة إسرائيل فيها يمكن ربطها بشكل واضح بالخطوة التي بادر إليها الأمريكيون في العام الماضي، ألا وهي نقل التعاون مع الجيش الإسرائيلي إلى القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM) التي تركز على الشرق الأوسط، بدلًا من القيادة الأوروبية (EUCOM)، وهي الخطوة التي ساهمت بصورة كبيرة في تحسين التنسيق بين الأطراف.
بماذا تساهم إسرائيل؟
لدى إسرائيل خبرات مُتقدمة في مجال المنظومات الدفاعية والتطوير التكنولوجي ووسائل جمع المعلومات الاستخباراتية والربط بينها، والحديث لا يدور عن بيع منظومة "القبة الحديدية"، ولكن الحديث حول منظومة الإنذار التي تمنح معلومات سريعة عن الهجمات الإيرانية قبل وقوعها، وكذلك وضع رادارات في الخليج تسمح بإرسال إنذار مبكر إلى إسرائيل بشأن عملية إطلاق صواريخ إيرانية.
كما تعتزم إسرائيل مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالموافقة على تسليم نظام دفاع جوي إسرائيلي "آيرون بيم"، يعمل بالليزر إلى الدول العربية المتحالفة معًا ضد إيران، فيما تختبر وزارة الدفاع الإسرائيلية نظام الدفاع القائم على الليزر منذ عدة سنوات، وأسقطت الطائرات بدون طيار والصواريخ غير الموجهة والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات في سلسلة من الاختبارات في شهر مارس الماضي.
نظام الليزر الأرضي، الذي يتم تطويره مع شركة "رفائيل" المصنعة للأسلحة، لا يهدف إلى استبدال القبة الحديدية أو أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الأخرى، ولكن يعمل على تكميلها، وإسقاط المقذوفات الأصغر، وترك الأكبر حجمًا لبطاريات صواريخ قوية.
خلال الزيارة المرتقبة سيستعرض وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، مع مسئولين آخرين في وزارة الدفاع وضباط في سلاح الجو الإسرائيلي أمام بايدن المنظومة الإسرائيلية الجديدة لاعتراض القذائف الصاروخية والصواريخ بواسطة أشعة الليزر.
ومن المتوقع أن تطلب إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدات مالية لتمويل صنع هذه المنظومة، بينما أشارت تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه تسود أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخوفات من ألا تتيح الأزمة السياسية في إسرائيل إمكان المصادقة على ميزانية الدولة للعام المقبل، وأن يؤدي ذلك إلى تأخير في صنع منظومة الاعتراض بالليزر وتسويقها. وأشار جانتس إلى أنه يعتزم طلب إضافة أكثر من نصف مليار شيكل إلى الميزانية الأمنية من أجل مواصلة المشروع.