راعي كنيسة شيكاغو: الـ«تفاريح» تُفسد القلوب وتفقد الإنسان كل شئ
قال القمص يوحنا نصيف، راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في شيكاغو، في تصريح صحفي له: «إن من أخطر وسائل الخداع التي يستخدمها الشيطان، أن يجعلنا نستهين بالوصيّة، ويصوّر لنا أنّ الموضوع بسيط، وإذا كان هناك خطأ صغير سيحدث فمن ورائه سنجني مكسبًا كبيرًا ولكن الحقيقة أنّ مَن يستهين بالوصيّة لن يكسب أبدًا بل سيخسر كلّ شيء».
وأضاف: «قد يقول البعض: هذه كلمة بسيطة يستخدمها كلّ الناس هذه نظرة عابرة لن تضرّ هذه المشاركة مجرّد «تفاريح» لا تتكرّر كثيرًا وهكذا يتمّ تمرير الخطيّة لتدخل إلى القلب وتفسده، ولعل زوجة لوط هي نموذج واضح للإنسان الذي يستهين بالوصيّة فيخسر كل شيء».
وتابع: «لقد كانت الوصيّة واضحة: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ» ويقول الكتاب قبلها: «وَلَمَّا تَوَانَى، أَمْسَكَ الرَّجُلاَنِ بِيَدِهِ وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابْنَتَيْهِ، لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ، وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ»، وهذا يؤكِّد أنّ الله يتعامل معنا ويوصينا من مُنطَلَق شفقته علينا هكذا فإنّ الوصيّة دائمًا في صالح الإنسان هي علامة محبّة من الله الذي يقدِّم للإنسان نصائح جميلة، وغالية من أجل سعادته وحرّيته وخلاصه أمّا الإنسان الذي يتعالى على الوصيّة ويرفضها، أو يتهاون في تنفيذها، فهذا يحكم على نفسه بالموت لأنّ الوصيّة هي حياة أبديّة لمن ينفِّذها، ودينونة أبديّة لمن يرفضها».
وأكمل: «الوصيّة تبدو أحيانًا بسيطة جدًّا في شكلها الخارجي، ولكن ليس معنى هذا أن نستهين بها ولنأخذ أمثلة لبعض هذه الوصايا: «وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا»، «لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ»، «لا تشهد بالزور»، «لا تشتهِ شيئًا ممّا لقريبك»، «لا تحلفوا البتّة»، «لا تدينوا»، «لا تخرج كلمة رديّة من أفواهكم»،«احفظ نفسك طاهرًا»، «كُن أمينًا»، ولكن على قدر ما تبدو الوصيّة بسيطة للغاية، فالاستهانة بها مُميتة، لأنّ كسر الوصيّة يفصلنا عن الله ويرمينا في قبضة الشيطان غير الرحوم من أجل هذا فعدم تنفيذ الوصيّة قد يتسبَّب في خسائر فادحة، وأضرار خطيرة يستحيل علاجها».
وواصل: «وصايا الله، وبالذّات التحذيريّة منها، واضحة ومُحدَّدة؛ ومِن السهل على الإنسان أن ينفِّذها لكن المهم أن نأخذها مأخَذ الجدّ تمامًا، ولا نستهين بها كما فعلت امرأة لوط، والتي كانت تسير في طريق الخلاص والنجاة، ولكنّها للأسف ضيّعَت كلّ شيء بتهاونها في وصيّة تبدو صغيرة، من أجل هذا يحذِّرنا السيّد المسيح قائلاً: «اذكروا امرأة لوط» أي اذكروا كيف هلكت لسبب ما اعتبرته مخالفة بسيطة».
واختتم: «في الحقيقة أنّ كلّ الوصايا هامّة جدًّا، ولا توجَد وصايا يمكن التغاضي عنها أو إهمالها، بداعي أنّها وصايا صغيرة وليست أساسيّة وكما يقول القدّيس يعقوب بالروح القدس في رسالته: «لأنّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي (وصيّة) وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ».