أزمات وجوائز.. اعترافات «الشيخ» عن تحويل «الناس في كفر عسكر» للدراما
“في البداية عندما قرأ المخرج سامي محمد الرواية منذ سنوات طويلة أبدى إعجابه الشديد بها وحرصه على تقديمها في مسلسل تلفزيوني، ثم سافر للخارج وبعد العودة أخذ بشير الديك الرواية واتفقنا مع شركة صوت القاهرة على تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني من تأليفي وسيناريو وحوار بشير الديك وإخراج سامي محمد علي”.
سرد الروائي أحمد الشيخ أزمة تحويل رواية “خماسية الناس في كفر عسكر” إلى مسلسل تلفزيوني، وذلك في حواره مع جريدة “القاهرة” 2003.
وأشار “الشيخ” إلى أن الخلافات بدأت تنفجر بعد الاتفاق مع بين بشير الديك وسامي محمد علي لأسباب لا يعلمها، وتم الاتفاق مع المخرج محمد فاضل بدلًا من سامي محمد علي، لكن الخلافات لم تتوقف، وانتقلت بين "الديك" و"فاضل" حول اختيار أبطال العمل، واستبعد الأخير أيضًا من إخراج العمل.
دخل بشير الديك في مفاوضات مع كلا من إسماعيل عبد الحافظ وأحمد صقر ومجدي أبو عميرة، لكنهم اعتذروا جميعا رغم إعجابهم الشديد بالنص، إلى أن اكتشف “الشيخ” أنهم تعاقدوا مع المخرج نادر جلال، يقول: “وهو مخرج كبير وذو اسم لامه، ولم يكن لدي اعتراض منذ البداية عام 1999 على أي واحد منهم لأنهم جميعا أسماء معروفة”.
عمل أحمد الشيخ على تعديل الحلقات الأولى من المسلسل التي كان من المفترض أن يخرجها سامي محمد علي، خاصة وأنه رأى هذه التعديلات جوهرية لا غنى عنها، تتعلق بتصرفات الناس في قرية كفر عسكر وسلوكياتهم ومصير بعض الشخصيات الرئيسية في النص، وتحويل بعضها من شخصيات وطنية وإيجابية إلى شخصيات سلبية دون أسباب درامية.
وكشف “الشيخ” أنه تم التغاضي عن بعض الشخصيات الدرامية المؤثرة ومنها زوجة أب سيد المتجبرة القاسية في النص، والتي تحولت إلى ملاك يهبط من السماء في السيناريو، وكذلك عبد القادر في النص الروائي توفى قبل روجع حسن الفاشل ورحيله الأخيرة مكرها بعد موت سيد، ولكني في السيناريو ظل حيا حتى النهاية.
عرض العمل الدرامي عام 2003، إخراج نادر جلال، وسيناريو بشير الديك، وشارك في بطولة المسلسل صلاح السعدني الذي جسد شخصية "عبد القادر" و دلال عبد العزيز جسدت شخصية "فطوم"، وأحمد بدير جسد شخصية "عبد الستار".
وفي عام 2004، حصل مسلسل "الناس في كفر عسكر" على عدد كبير من جوتئز الدراما الاجتماعية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، حيث حصد جائزة أضل سيناريو وأفضل مسلسل.
ونالت الفنانة دلال عبد العزيز حفاوة النقاد، حيث كتب عبد العظيم رمضان في "الجمهورية" 2004، أن الفنانة دلال عبد العزيز استطاعت أن تصل للقمة في مشهد درامي غير مسبوق أثبتت من خلاله أنها ممثلة قديرة وذات طاقة إبداعية كبيرة.
وأشاد بأداءها في مشهد قتل زوجها بفطيرة مسمومة بدافع الحقد والغضب، بعدما اكتشفت أن زوجها تزوج عليها، ثم تعده بأن تقيم له جنازة لم يسبق لها مثيل ومقاما كأولياء الله الصالحين.
ووصف "رمضان" مسلسل "الناس في كفر عسكر" أنها من أقوى الأعمال الدرامية التي عرضت على شاشة التلفزيون المصري، بجانب المقدمة الموسيقية والألحان المميزة.