«الدستور» داخل أقدم محال دباغة جلود الأضاحى.. مهنة تحتاج لأيادى مصنعة
صناعة يدوية من خير الثروة الحيوانية يعد كنز يدوي يحتاج للتطوير والأيدي الماهرة العاملة ليكون له مساحته الاستثمارية داخل السوق المصري.
التقت الدستور مع اشرف نصر أيوب ٣٠ عاما، والحاصل على ليسانس الحقوق، يعمل في مهنة دباغة الجلود منذ ٢٥ عاما وراثة أبا عن جد، فمهنة العائلة بدأها الجد الأكبر في السبعينات في منطقة مصر القديمة بالقاهرة وانتقالا بعد ذلك للإسكندرية، ليستمر نسل العائلة تكملة لمسيرة الأجداد.
فمع موسم عيد الأضحى المبارك، تمر جلود الأضاحي بسبع مراحل حتى يتم تحويلها لجلود صالحة للتصنيع، بدءا من استلام الجلود وهي ما زالت محتفظة بدمائها عقب ذبح الأضاحي، ليتم معادلاتها بالأحماض للحفاظ على أليافها بمعادلتها بين الحمضي والقلوي.
يتابع أيوب، أن ثاني المراحل هو تثبيت شعر جلد الأضحية والحفاظ عليه أو التخلص منه بالمواد الكيماوية واستخلاص الجلد أملس بعد حرق الشعر لتكون ثالث المراحل هو نفخ الجلد بالجير للتخلص من الطبقة الجلدية الغير مستحبة نتيجة أعمال الذبح، وأيضا الطبقة الدهنية الداخلية.
يواصل، أن بعد ذلك يدخل الجلد مرحلة التطهير من الجير ويتم تأسيسه ليظل أطول فترة عمرية ممكنة قد تصل لخمسين عاما بمواد نباتية مستخلصة من الأشجار أو مواد صناعية مثل الكروم، وبعد هذه المرحلة يكون الجلد أتم مراحل معالجته كاملة وجاهز لتوريده للمصانع لتحويله لمنتجات جلدية.
فجلود الأضاحي يتم تقسيمها مثل جلود العجول البقري أو الجاموسي، وجلود الخراف وجلود الماعز، جميعها جلود صالحة للدباغة والتصنيع بذات المراحل الكيماوية لكن مع اختلاف المقادير لإختلاف سمك جلد الأضحية.
يوضح أيوب أن الحيوان من الماشية المصرية ينتج عنه أفضل أنواع الجلود، لطبيعة المناخ لدينا مقارنة بباقي البلاد خارج مصر، فالحيوان مثل البشر جلده يتأثر بعوامل الطبيعة ومناخها ولكن جلد المواشي المصرية ذات مسامات جيدة ونعومة مميزة.
فيعتمد استخدام الجلود في التصنيع على حسب المنتج المصنع فصناعة الأحزمة بستخدم لها جلود الأضحية الجاموسي لصلابتها وسمكها، وصناعة الملابس والجواكت الجلدية يستخدم لها جلود الضاني لمرونتها ووزنها الخفيف، أما صناعة الأحذية يستخدم فيها الجلد البقري، واخيرا جلد الماعز وهو من الجلود المستخدمة لصناعة الشنط الحريمي.
علق ايوب، انه على الرغم من وفرة الجلود لوفرة الثروة الحيوانية لدينا، الا ان المهنة اصبحت ليس كسابق عهدها، وارجع ذلك لعدة أسباب منها احتكار المواد الكيماوية التي تزايدت بخمس أضعاف مع ارتفاع سعر الدولار أصبح سوق دباغة الجلود في الانخفاض وهو ما أثر على سعر جلود الأضاحي.
فسعر الجلد لا يقاس بالمتر المربع، ولكن يقاس بالقدم بمتوسط ٣٠ سم × ٣٠ سم، بمتوسط سعر ٢٥ جنيها، متابعا، أن غياب الأيدي اليدوية المصنعة، وورش التشغيل كان لها تاثيرها السلبي أيضا، مطالبا الجهات المعنية بالتشغيل لتوفير تدريب للعمالة اليدوية لإحياء تلك الصناعة المصرية مرة أخرى.
أكمل أن منطقة المكس بها لا يقل عن ٦٠ مصنع لدباغة الجلود، يعمل منهم فقط ٣٠ مصنع، وكل مصنع يعمل بنسبة ٥ ٪ فقط من قدرته على الانتاج نظرا لحجم استيعاب السوق.
فالجلود المصرية هي محل اهتمام المصنعين الخارجيين، فمن اكثر الدول تصديرا لها ايطاليا، فرنسا، الصين، وغيرها من باقي الدول وهذا لأفضلية الجلود المصرية لطبيعة جودة ملمسها.
وعلق أيوب أن عدم التطوير في المهنة أصابها بالركود، ولهذا فادخل اللمسات الشبابية لاكمال مسيرة عائلته بتصنيع عدد من العينات من المعروضات الجلدية من الأحذية والأحزمة لعرضها على الجهات المصنعة لترويج الجلود المدبوغة لإعادة تصنيعها وتحويلها لمنتجات جلدية يتم تسويقها للسوق المصري.