«سقوط الأقنعة».. كتاب جديد يرصد صعود وانهيار الإسلام السياسي في زمن الثورات
صدر حديثا، عن الهيئة العامة للكتاب، كتاب جديد للكاتب والباحث الدكتور أسامة السعيد تحت عنوان "سقوط الأقنعة .. صورة الإسلام السياسي في زمن الثورات"، والذي يرصد تطور الصورة الإعلامية والذهنية لقوى الإسلام السياسي لدى الجمهور العربي في الدول التي شهدت ثورات خلال العقد الماضي، وكيف ارتبطت تلك الصورة سواء المقدمة في وسائل الإعلام أو لدى الجمهوربصعود وانهيار تلك القوى الإسلاموية في العديد من دول المنطقة، وأسباب تحولات تلك الصورة.
ويقول د. أسامة السعيد، والذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية، أن الكتاب يتضمن سبعة فصول تتضمن تحليلا وتأصيلا علميا لمصطلح "الإسلام السياسي"، وما يثيره من إشكاليات علمية وسياسية وفكرية، كما يتطرق الكتاب إلى رصد جذور ظهور جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، وأبرز تلك الجماعات كجماعة "الإخوان" والتيار السلفي.
ويضيف الكاتب أن الكتاب يقدم رصدا تحليليا كذلك لتحولات الإسلاميين في زمن ما بات يُعرف بـ"ثورات الربيع العربي"، ودورهم في بدايات تلك الثورات، وصولا إلى تولي الحكم في عدد من دول المنطقة، ومآلات تجربة وجود تلك الجماعات في السلطة بعد عقود طويلة من البقاء في مربع المعارضة السرية أو العلنية، وهو الفصل الذي حمل عنوان "الإسلاميون والثورة .. الصعود والسقوط".
كما يرصد الكتاب تطور الصورة الإعلامية المقدمة عن جماعات الإسلام السياسي في كل من مصر وتونس وليبيا، إضافة إلى الصورة الذهنية السائدة لدى الجمهور العام في تلك الدول، وتحولات تلك الصورة سواء بين الدول التي تمت دراستها، أو بين المراحل التي سبقت تولي تلك الجماعات للسلطة أو التي أعقبت وصولها إلى مقاعد الحكم، وكيف أثرت تجربة الحكم على الصورة الذهنية السائدة عن تلك الجماعات، إضافة إلى رصد وتحليل الاختلافات البينية بين الدول الثلاث، وأسباب تلك التباينات.
ويشير السعيد إلى أن الكتاب استغرق إعداده عدة سنوات للوقوف على مدى التحولات الكبيرة التي شهدتها صورة جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وكيف أسهمت الأخطاء المتوالية وعدم قدرة الإسلاميين على الخروج من عباءة التنظيمات السرية، وإدراك حجم التحولات الكبيرة المحيطة بهم بتوليهم السلطة وتصدر المشهد السياسي بعد سنوات طويلة من العمل التهميش، في إحداث تحولات درامية في الصورة الذهنية لدى قطاعات واسعة من المواطنين العرب.
ويضيف أن القوى الإسلاموية سعت على مدى سنوات طويلة لبناء صورة إعلامية وذهنية لنفسها كجماعات منظمة وتمتلك قدرات كبيرة على أن تكون بديلا للأنظمة العربية القائمة قبل اندلاع الثورات العربية، كما ركزت على تكريس صورتها باعتبارها بديلالم يجرب بعد، فضلا عن المبالغة فيما يتعلق بتعرضهم للاضطهاد، والاعتماد على الخلط الكثيف للخطاب الديني والسياسي، واستخدام مظاهر الالتزام الديني كوسيلة لإقناع أعدادا غفيرة من المواطنين بصلاحيتهم السياسية.
ويشير مؤلف الكتاب إلى أن التحولات العميقة التي شهدتها تلك الصورة في أعقاب وصول بعض تلك الجماعات للحكم وتصدر المشهد السياسي في العديد من الدول، وفشلها في تجربة الحكم، أو تقديم أداء سياسي يتناسب مع الصورة التي سعوا على مدى عقود لتكريسها، فضلا عن انتهاج بعض تلك الجماعات للعنف والارتباط بتنظيمات إرهابية عقب خروجهم من معادلة السلطة، كان في مقدمة الأسباب التي أدت إلى تحول صورة قوى الإسلام السياسي إلى صورة سلبيةلدى قطاعات غالبة من المواطنين العرب، خاصة غير المسيسيين منهم، وهو ما يمثل خسارة فادحة لرأسمال اجتماعي وجماهيري سعت تلك الجماعات إلى الاستثمار فيه على مدى عقود.
ويوضح د. أسامة السعيد في كتابه أن الإعلام لعب دورا كبيرا في كشف تناقضات خطاب ومواقف جماعات الإسلام السياسي، خاصة جماعة "الإخوان"، والقوى السلفية، وهو ما ساهم في تحول صورة تلك القوى لدى المواطن العادي، وهو ما أدى على مدى سنوات إلى أن تكون وسائل الإعلام هدفا متكررا لهجوم جماعات الإسلام السياسي سواء اللفظي أو حتى المادي، وسعي تلك الجماعات إلى الهيمنة على وسائل الإعلام أو تقديم إعلام بديل تابع للجماعة، إلا أنها فشلت في تحقيق أيا من تلك الأهداف، واكتفت بالاستخدام النشط والمكثف للإعلام الرقمي.
كما يطرح الكتاب رؤية مستقبلية لمسارات جماعات الإسلام السياسي، في ضوء الكثير من التطورات التي شهدتها تلك الجماعات عقب الإطاحة بحكمها في العديد من الدول، بطرق مختلفة، وقدرة تلك الجماعات على التفاعل مع تلك المتغيرات، سواء على مستوى التنظيم الداخلي لتلك الجماعات، أو على مستوى قدرتها على استيعاب التحولات الجوهرية التي شهدتها السنوات الماضية.
يذكر أن كتاب "سقوط الأقنعة.. صورة الإسلام السياسي في زمن الثورات" هو الكتاب الرابع عشر في مسيرة د. أسامة السعيد، حيث أصدر العديد من الأعمال الفكرية والسياسية والعلمية المتخصصة، ومن بينها كتابه "الربيع الزائف.. الثورات وأزمة الإصلاح في الوطن العربي"، وكتاب "دواعش عبر التاريخ"، كما صدر له كتاب "إمبراطورية الدم .. حقيقة الوجود التركي في المنطقة العربية".
كما صدرت للمؤلف مجموعة من الأعمال الإبداعية في مجالي الرواية والقصة القصيرة، وحازت روايته "رواق البغدادية" على المركز الأولى بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2014، كما فازت روايته الثانية "آرنكا" بجائزة إحسان عبد القدوس عام 2018.