كلمات نبيلة.. فى أيام فضيلة
قال رسول الله ﷺ، (إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ الدَّهْرِ نَفَحَاتٌ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ نَفْحَةٌ، فَلا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً).. فلعلنا نغتنم هذه الأيام المباركات التي اجتمعت فيها أمهات العبادات، ونجتهد أن نرقى في عباداتنا وأن نٌحَسِّنَها ونصلحها، حتى نزداد صعوداً في سلم الوصول إلى ربنا، ولنتدبر قول النبي ﷺ، عن الصلاة: (فإن صلحت فقد أفلح وأنجح)، وفي رواية قال: فإن صلحت، صلح له سائر عمله).. فلم يقل: فإن (صلَّى)، ولكن قال: فإن (صلحت)، فهذه الأيام فرصة لإصلاح العبادات.. وليتنا نتدبر أيضاً ونتأمل، ونتعلم وصية النبي ﷺ لحبيبه معاذ بن جبل، رضي الله عنه، حين أمسك بيده يوماً، ثم قال له: (يا معاذ.. والله إني لأحبك، والله إني لأحبك.. فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك.. فقال ﷺ: أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
■ قال بعض العلماء: مَن أكثر من ذكر الله، ارتقى درجة إلى حقيقة شكر الله، وهي استعمال نِعَم الله وتسخيرها في طاعة الله، ومن وصل إلى حقيقة شكر الله، ارتقى إلى حسن العبادة، فأصبح يعبد ربه حباً وتلذذاً بالعبادة.. ومَن وصل إلى درجة عبادة ربه حباً وتلذذاً، وليست ثقلاً وكرهاً وتكليفاً، فقد فاز بمحبة رسول الله ﷺ، ومن فاز بها، فقد فاز بالعظيمة، ألا وهي: محبة الله.. فالوصول إلى الله، والرجوع إليه، والأنس به سبحانه، هو الهدف من سنة الابتلاء، فقد اقتضت حكمة ربنا الكريم، الرحيم اللطيف، أن يبتلينا حتى نرجع إليه، كما قال سبحانه: ﴿وَبَلَوناهُم بِالحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ (الأعراف 168).. فهنيئنا لكل من أرجعته النعمة إلى ربه، الذي كلما ازداد نِعَماً ازداد رجوعاً ووصولاً وأُنْساً بربه.. وكذلك هنيئاً لمن أرجعته النقمة والمصيبة وشدة الابتلاء إلى ربه، لا إلى نفسه وشيطانه.. قال سبحانه: ﴿لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾.
■ إن أفضل الأيام هذه العشر الحرم فاغتنموها بالوصل مع محبيكم، بالوصل مع الخالق، بالصلاة على رسوله ﷺ، بالمحبة.. تسامحوا، تناسوا الأحقاد والضغائن، اعفوا واصفحوا واكظموا الغيظ، تذكروا من تغافلتم عنهم، ومن احتاج إليك في شدته.. تصدقوا على موتاكم، على أرواحكم، على أولادكم، فإن الصدقة ترفع البلاء، واذكروا الله كثيراً وادعوه في أوقات السحر، وهو القائل: ﴿ادعوني استجب لكم﴾,, تقربوا ثم تقربوا، ولا تحقرون من المعروف شيئاً.
■ أقام إبليس وليمة للشياطين، لبحث طريقة لإخفاء أغلى ما يبحث عنه الإنسان.. اقترح شيطان وقال: نسرق ثروته، رد إبليس: بل نزيدها حتى تكثر مشاكله، وبالتالي تزيد شقاوته.. قال آخر: نسرق عقله، رد إبليس: عقله؟!، وكيف يحس بتعاسته؟.. قامت شيطانة شمطاء، وقالت: يا إبليس يا عدو كل خير، السعادة هي الهدف النهائي لكل إنسان، دعنا نسرق سعادته.. وافق إبليس، لصحة قولها، وسرقوا سعادة الإنسان، وهي فعلا أغلىٰ ما عنده، فظهرت لهم مشكلة أخرىٰ، وهي: أين يخبئون السعادة حتى لا يعثر الإنسان عليها؟.. قال شيطان: في أعماق البحار، وقال آخر: في أقاصي الأرض، رد عليهما إبليس: كلها بضع مئات من السنين، حتى يخترع الإنسان الطائرة والغواصة وعابرات القارات.. هنا قامت نفس الشيطانة، وقالت: يا إبليس، يا صاحب كل شر، حتى لا يعثر الإنسان المنكود علىٰ سعادته، خبئها في مكان لا يخطر على باله.. خبئها في أعماق قلبه، سيبحث عنها في الثروة ولن يجدها، وفى الشهرة ولن يهتدي إليها، ومع الجنس الآخر ولن يعثر عليها، لأن السعادة في داخله ولكنه لا يدري.. انحنى إبليس لهذه الشيطانة، وألبسها جمراً من النار، مكافأة لها.. ومنذ ذلك التاريخ، والإنسان يبحث عن السعادة في كل مكان إلّا في أعماقه ودواخله.. العبرة، أنك الشخص الوحيد الذي يصنع سعادتك، السعادة لا تُمنح إنما تُصنع.. الرضا سعادة.. الحب سعادة.. العطاء سعادة.. إدخالك السرور على قلوب من حولك سعادة.. جبر الخواطر سعادة.. الصداقة سعادة.. الصحة سعادة.. الضحكة من القلب سعادة.. الخلاصة: ابحث داخلك عما يسعدك، واصنع سعادتك بيدك.. السعاده قرار.. ابحث بداخلك على سعادتك، وإياك أن تمل أو تكل.. حارب الشيطان الذي في نفسك، واعلم أن لك عند الله أجر مجاهدة النفس، وأجر محاربة الشيطان.. والمكافأة لك هي الراحة، والسعادة والرضا المُغلف باليقين وحسن الظن بالله، ولا تنس أن السعادة ليست بالزواج ولا بالأولاد، ولا بالمال، ولا بالجاه ولا بالأصدقاء ولا بالسفر، ولا بالشهادات ولا بالماركات، ولا بالمناصب وﻻ بالرفاهية، ولا بالبيوت ولا القصور والمركبات.. السعادة هي عافية في الدنيا، وعفوا في الآخرة.. واعلم أن السعادة، كل السعادة، في اتصالك بالله.. درِّب نفسَك على كثرة طرق باب الله، حتى يبقى الحبل ممدوداً بينك وبين الخالق.. هذه هي السعادة الحقيقية، ورحم الله الشاعر الحطيئة، الذي قال: وَلَستُ أَرى السَعادَةَ جَمعَ مالٍ.. وَلَكِنَّ التَقيَّ هُوَ السَعيدُ.
■ جاء رجل إلى أمير المؤمنين، الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وقال: لقد اشتريت داراً، وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك.. فنظر الإمام علي إليه بعين الحكمة، فوجد أن الدنيا قد تربعت على عرش قلبه، وملكت عليه أقطار نفسه، فأراد أن يذكره بالدار الباقية.. فكتب قائلاً، بعدما حمد الله وأثنى عليه: (أما بعد.. فقد اشترى ميت من ميت داراً، في بلد المذنبين، وسكة ـ شارع ـ الغافلين، لها أربعة حدود: الحد الأول: ينتهي إلى الموت، والثاني: ينتهي إلى القبر، والثالث: ينتهي إلى الحساب، والرابع: ينتهي، إما إلى الجنة وإما إلى النار)، فبكى الرجل بكاءً مراً، وعلم أن أمير المؤمنين أراد أن يكشف الحجب الكثيفة عن قلبه الغافل، فقال: يا أمير المؤمنين، أشهد الله أني قد تصدقت بداري هذه على أبناء السبيل، فأنشد الإمام علي: (النفس تبكي على الدنيا وقد.. علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها.. ﻻ دار للمرء بعد الموت يسكنها.. إﻻ التي كان قبل الموت بانيها.. فإن بناها بخير طاب مسكنه.. وإن بناها بشر خاب بانيها).
■ لا يوجد فرق بين لون الملح ولون السكر، فكلاهما نفس اللون، ولكن ستعرف الفرق بعد التجربة!.. كذلك هم البشر.
■ دائماً، ستكون هناك قلوب لن تكرهك مهما أهملتها، وقلوب لن تحبك مهما أكرمتها.. فأحسن الاختيار.
■ أغلب الذين يتحدثون عن عيوب الناس، هم أناس لا ينتبهون لعيوبهم الكبرى، ومنها، أنهم يتحدثون عن عيوب الناس.
■ الأصدقاء لا يتغيرون، بل نحن نتسرع في أن نطلق على البعض أصدقاء.
■ عندما تتحدث النقود تسكت الحقيقة.. مع الأسف!.
■ بعض الناس سوف يتركونك، لكن هذه ليست نهاية قصتك، بل هي نهاية دورهم في قصتك لا أكثر.
■ لن تستطيع تغيير شكلك، لتصبح أجمل في عيون الناس، ولكنك تستطيع التحكم بأخلاقك وتجميل أدبك لتكون أجمل ما رأت عيون الناس.
■ بعض الناس.. إن أرادوا العجلة، قالوا خير البر عاجله، وإن أرادوا المماطلة، قالوا كل تأخيرة فيها خيرة.
■ لم يقل الورد يوماً أنه محتاج للماء، إما تسقيه وإلا يموت بهدوء.. وكثير ممن تركوا بصمات في تاريخ البشرية، لم يُعرفوا إلا بعد وفاتهم.
■ هناك أشياء جميلة لا ترى بالعين المجردة، يراها فقط من يبحث عن الجمال في زحمة البشر.
■ نصف الراحة، عدم مراقبة الآخرين.. ونصف الأدب عدم التدخل في ما لا يعنيك.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.