تحذير من السيئ إلى الأسوأ
العالم يكاد يلتقط الأنفاس علي نهاية كارثة وبائية هزت أركان الكرة الأرضية حيث لم تنج دولة كبري أو صغري من كورونا الكئيبة، وقد بشرنا بضعف كورونا وأنها في طريقها للانصراف بلا عودة وإذ بنا نواجه بما سمي (جدري القردة).
من جانبها أوضحت منظمة الصحة العالمية أنها بصدد إنشاء آلية جديدة لمشاركة اللقاحات التي تعمل على وقف تفشي مرض جدري القردة، وستقوم المنظمة بتوزيع جرعات من اللقاح علي الدول الغنية التي يمكنها تحمل تكاليف اللقاح، كما جري اجتماع طارئ لمنظمة الصحة العالمية لمناقشة كم ستكون تكلفة اللقاح الجديد العالي التكلفة والتي لا يقدر علي مواجهة تكلفة بهذا الارتفاع إلا الدول الغنية، والتي ستكون أولى الدول قدرةً علي مواجهة هذا الداء العضال، علي أمل انخفاض سعر تكلفته فيما بعد.
وهنا أذكر المثل العربي القديم (موت يا حوت قبل ما يصلك القوت) فالجبهات المعدة لهذا العلاج تجده في الوقت الحالي عالي الكلفة ولا يقدر عليها سوي الدول الغنية وما أنتجته منظمة الصحة العالمية سيوجه إلى الدول القادرة على تحمل هذه الكلفة.
وهنا يطرح السؤال: هل دول العالم الثالث - كما يصنفونها - ستقف متفرجة تحت تهديد الوباء الجديد ودون علاج......؟!، وهل في قدرتها أن تغلق أبوابها علي شعبها حتي لا يدخلها قريب أو بعيد غني كان أم فقير حتي لا تنتقل هذه البلوي إلي شعبها؟ فلا خروج منها للعودة ولا استقبال إليها من أي من الغرباء عنها. وهنا يأتي سؤال آخر: وماذا عن أبناء هذه الأوطان غير القادرة علي مواجهة هذه التكلفة؟
والرد المنطقي يقول إن أبناء أوطان دول العالم الثالث والمقيمين بالدول الغنية عليهم تلقي جرعات العلاج في الدول القادرة، وبشهادة تلقيهم لهذا الدواء يمكنهم العودة إلي الأوطان، ومن لا يثبت تعافيه أو حصوله علي اللقاح عليه أن يعزل في معزل علاجي يخصص لمقاومة هذا الوباء اللعين أو يبقي في الدولة الغنية التي آوته حتي زوال الغمة، وهذا كما نري أبسط الردود علي مبدأ المصل الغالي للدول الغنية، أو دول العالم الأول، حتي زوال الخطر ثم معاودة السفر إلي الأمة التي لم تتمكن من الحصول علي هذا اللقاح.
لذا نسأل الله أن يرفع هذه الغمة التي تزحف علي العالم غنيها وفقيرها وقبل أن نقول انتهت كارثة أودت بحياة الملايين في كل أركان المسكونة وقبل التقاط الأنفاس إذ بوباء أشد خطرا يطرق أبواب عالمنا.. دعاؤنا لله العلي القادر أن يزيل هذه الغمة قبل انتشارها هذا هو دعانا ورجانا وثقتنا أنه مجيب الدعاء، والغد لناظره قريب.