أزمة السيارة «أدسل».. أطلق عليها النكات وسخر منها «الأمريكان»
في رواية بيلي جويل «نحن لم نبدأ إطلاق النار»، يسخر المؤلف بقوله «إدسل سيارة لا تسير»، وكان يُشير إلى السقطة الرهيبة؛ لشركة فورد موتور، في نهاية عام خمسينات القرن الماضي، والتي كبدت الشركة خسائر مالية هائلة، وأصبحت مضرب الأمثال في فشل الشركات الذريع في بعض الأحيان.
وكانت السيارة الجديدة لفورد «أدسيل» هي محور هذه السقطة أو هذا الفشل، والتي جعلت مجلة «تايم» الأمريكية تضعها بين قائمة أسوا 50 سيارة في التاريخ، حسب كتاب «100 خطأ غيرت مجرى التاريخ».
وفكرت الشركة في صنع سيارة جديدة توفر تقنيات حديثة وغير مسبوقة في السوق الأمريكية، واختارت الشركة تسمية هذا الطراز المُنتظر على اسم الابن الوحيد لمؤسس الشركة الشهير هنري فورد.
وقتها لم يكن لدى «فورد» 3 مجموعات من السيارات، الاقتصادية الرخيصة، و«ميركوري» المتوسطة، و«لينكون» الغالية الفاخرة، كل مجموعة من هذه الثلاث كانت تتضمن ثلاثة أو أربعة طرازات، فمثلا فئة لينكون تضمنت «كونتينتال» و«كابري» و«بريمير» وغيرها.
وفكر «فورد» في تدشين فئة جديدة محصورة ما بين الرخيصة والمتوسطة، وكذلك جعلوا لهذه الفئة من «أدسل» أربعة طرازات، وعند تسعير هذه الطرازات، جعلت الشركة سعر أدنى طراز في فئة «أدسل» مُتساويًا مع سعر أعلى سيارة في الفئة الرخيصة «فورد»، ثم تساوت الطرازات الأخرى مع أسعار فئة «ميركوري» المُتوسطة.
عند بدء طرح «أدسل» للبيع عام 1958، حققت مبيعات لا بأس بها، بفضل الحملات التوسيقية والإعلانية، لكنها واجهت أزمة في التصنيف، حيث بدأت مشاكل أخرى في الظهور سببها قلة جودة المُكونات والتجميع، الأمر الذي دفع العديد من المُشتريين للشكوى من جودة السيارة.
لم تخصص «فورد» مُصنعًا بعينه؛ لإنتاج هذه الطرازات، وهو ما أدى إلى لرداءة التصنيع، وتدهور المستوى بشكل عام، حتى إن العديد من السيارات خرجت من المصانع ناقصة التجميع، وبعضها الآخر كان يحتوي على أجزاء ناقصة في صندوقها الخلقي، ثم تأتي لـ«فورد»؛ لتستكملها.
وانطلقت النكات والسخرية حول شكل السيارة الخارجي، بالإضافة إلى أنه لم يكن شكلها الفريد، إذ تشبه مقدمتها طراز ومؤخرتها تشبه طراز آخر، وكذلك المقاعد ولوحة العدادات والإطارات، وأصبحت السيارة مرادفًا؛ للقبح في أعين الأمريكيين.