تستبدل مرة كل عام.. أين تذهب كسوة الكعبة بعد إزالتها؟
أيام قليلة وتبدأ مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرَّفة على يد 160 فنيَّا وصانعًا، حيثُ تُستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام، في التاسع من ذي الحجة من كل عام، حيثُ يقوم العمل فيه عقب انتهاء صلاة الفجر بثلث ساعة.
فأين تذهب كسوة الكعبة بعد إزالتها؟ "الدستور" تجيب على هذا السؤال لقرائها ضمن سلسلتها الخدمية المُقدَّمة على مدار الساعة.
تبدأ مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في التاسع من ذي الحجة من كل عام، حيثُ يقوم العمل فيه عقب انتهاء صلاة الفجر بثلث ساعة يد 160، فنيًّا وصانعًا.
بعد ذلك تبدأ إجراءات غسل الكعبة بطُرق مُختلفة تتمثّل في ماء الورد وماء زمزم ثُمَّ تُعَطَّر بعطر العود، الذي يصل سعر الكيلو منه إلى 60 ألف ريال سعودي، وتظلّ رائحة العطر فيها حتى موعد غسلها الثاني، وعن تغيير كسوة الكعبة فتتم مرة واحدة سنويَّا، ولا يفتح باب الكعبة إلا عن طريق سدنتها، وهم آل شيبه.
حيثُ يتمّ استبدال كسوة الكعبة المشرَّفة القديمة بكسوة جديدة مرة واحدة كل عام، بإشراف ومتابعة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وبعد أن يترك الحجاج الطواف حول البيت ويتوجهون لصعيد عرفات، تقوم الرئاسة العامَّة المختصَّة بشئون المسجدين بتغيير كسوة الكعبة القديمة بأخرى جديدة وإسدال الثوب الجديد عليها في احتفالية عظيمة بحضور كبار رجال الدولة، وذلك استعدادًا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى المبارك.
وعقب إزالة الكسوة القديمة يقوم أمراء الدولة بتقطيعها إلى قطع صغيرة ويتمّ إهدائها إلى شخصيات كبار الدول الأخرى وكبار المشايخ الإسلامية، وقد قامت المملكة في سنة 1982 بإهداء قطعة إلى الأمم المتحدة التي تقوم بعرضها في قاعة الاستقبالات في الوقت الحالي، فضلاً عن قطعة تسلّمتها مصر عام 2020 كهدية من أمير المملكة السعودية لمصر.
تُصرف لمتاحف وتقدم كهدايا
وكشف مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة أحمد المنصوري في تصريحات صحفية سابقة، أنَّه يتم تفكيك أركان الكسوة من المذهبات ظهر الثامن من شهر ذي الحجة، حسب الخطة التشغيلية والفنية لتبديل الثوب القديم بالثوب الجديد فجر عرفة، ثم يتم تطبيق إجراءات ونظام المستودعات الحكومية على الكسوة القديمة، من توفير الحفظ الفني الملائم لها بما يحول دون التفاعلات الكيميائية أو تسلل البكتيريا إليها، وإذا تم طلب صرفها لمتاحف أو هدايا فيكون ذلك بناء على المادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات، الذي أكد على أنه يكون بناء على تعميد من السلطة المختصة وطلب صرف للمواد.
تستهلك نحو 670 كيلو جراما من الحرير الخام
وبين المنصوري أنَّ الكسوة تستهلك نحو 670 كيلو جراما من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود، و120 كيلو غراما من أسلاك الذهب و100 من أسلاك الفضة، وتتزين الكسوة بالحرير المبطن بالقطن، ومنسوج فوقها آيات قرآنية مشغولة بخيوط من الذهب والفضة، إذ تعتبر هذه القطع تراثًا نفيسًا.
يُشار إلى أن كسوة الكعبة المشرفة تصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي تم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا، ويوجد بالثّلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترًا وبطول 47 مترًا، مكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية، وتتكون الكسوة من 5 قطع، تغطي كل قطعة وجهًا من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة تمثل الستارة التي توضع على باب الكعبة المشرفة.